فلما وردوا النهر أطلق الله لهم ان يغرف كل واحد منهم غرفة، فشربوا منه إلا قليلا منهم، فالذين شربوا كانوا ستين ألفا، والقليل الذين لم يشربوا ولم يغترفوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا.
فلما جاوزوا النهر ونظروا إلى الجنود (قال الذين شربوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده وقال الذين لم يشربوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين).
فجاء داود فوقف بحذاء جالوت، وكان جالوت على الفيل وعلى رأسه التاج وفي جبهته ياقوتة يلمع نورها وجنوده بين يديه، فأخذ داود من تلك الأحجار حجرا فرمى به ميمنة جالوت فمر في الهواء ووقع عليهم فانهزموا، واخذ حجرا آخر فرمى به ميسرة جالوت فانهزموا، ورمى جالوت بحجر فصكت الياقوتة في جبهته ووصلت إلى دماغه ووقع إلى الأرض ميتا.
وهو قوله: (فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت).
وقال أمين الاسلام الطبرسي: في قوله: (إذ قال لهم نبيهم) اختلف في ذلك النبي.
فقيل: اسمه شمعون بن صفية من ولد لاوي.
وقيل: هو يوشع.
وقيل: هو اشموئيل، وهو بالعربية إسماعيل، عن أكثر المفسرين.
وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام.
وقوله: (ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله) فاختلف في سبب سؤالهم.
فقيل: كان سببه استذلال الجبابرة لهم لما ظهروا على بني إسرائيل وغلبوهم على كثير من ديارهم بعد أن كانت الخطايا كثرت في بني إسرائيل، فبعث لهم اشموئيل نبيا فقالوا له إن كنت صادقا (إبعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله).
وقيل: أرادوا العمالقة، فسألوا ملكا يكون أميرا عليهم.
وعن أبي الحسن عليه السلام قال: السكينة ريح تخرج من الجنة لها صورة