وضاق به امره وظن الظنون بربه وجحد الحقوق في ماله وقتر على نفسه وعياله مخافة إقتار رزق وسوء يقين بالخلف من الله له في العاجل والآجل فبئس العبد هذا يا بني.
ثم قال: يا بني ان تك في شك من الموت فادفع من نفسك النوم ولن تستطيع ذلك، وإن كنت في شك من البعث فادفع عن نفسك الانتباه ولن تستطيع ذلك، فإنك إذا فكرت في هذا علمت أن نفسك بيد غيرك، وانما النوم بمنزلة الموت وانما اليقظة بعد النوم بمنزلة البعث بعد الموت، يا بني لا تقترب فيكون أبعد لك ولا تبتعد فتهان كل دابة تحب مثله وابن آدم لا يحب مثله لا تنشر برك إلا عند باغيه، يا بني لا تتخذ الجاهل رسولا فان لم تصب عاقلا حكيما يكون رسولك، فكن أنت رسول نفسك، فإذا تحيرتم في طريقكم فانزلوا وإذا شككتم بالقصد فقفوا وتوامروا وإذا رأيتم شخصا واحدا فلا تسألوه عن طريقكم ولا تسترشدوه، فان الشخص الواحد في الفلاة مريب لعله ان يكون عينا للصوص أو يكون هو الشيطان الذي يحيركم، واحذروا الشخصين أيضا إلا ان تروا ما لا أرى، فان العاقل إذا بصر بعينه شيئا، عرف الحق منه والشاهد يرى ما لا يرى الغائب، يا بني فإذا جاء وقت الصلاة فلا تأخرها لشئ وصلها واسترح منها، فإنها دين، وصل في جماعة ولو على رأس زج ولا تنامن على دابتك، فان ذلك سريع في دبرها وليس ذلك من فعل الحكماء إلا أن تكون في محل يمكنك التمدد لاسترخاء المفاصل وإذا قربت من المنزل فأنزل عن دابتك وابدأ بعلفها قبل نفسك، وإذا نزلت فصل ركعتين قبل ان تجلس وإذا أردت قضاء حاجة فأبعد المذاهب في الأرض وإذا ارتحلت فصل ركعتين وودع الأرض التي حللت بها وسلم عليها وعلى أهلها، فان لكل بقعة أهلا من الملائكة، وإياك والسير من أول الليل وعليك بالتعريس والعجلة من لدن نصف الليل إلى آخره وإياك ورفع الصوت في مسيرك.
وقال أمين الاسلام الطبرسي: اختلف في لقمان:
فقيل: انه كان حكيما ولم يكن نبيا. عن ابن عباس وأكثر المفسرين.