وضرب عليهم الجزية واخذ منهم التوراة فدعوا الله ان يبعث لهم نبيا يقاتلون معه وكان سبط النبوة هلكوا ولم تبق فيهم غير امرأة حبلى، فحبسوها في بيت، رهبة ان تلد جارية، فتبدلها بغلام لما ترى من رغبة بني إسرائيل في ولدها، فولدت غلاما، سمته اشموئيل، ومعناه سمع الله دعائي.
وسبب تسميته: انها كانت عاقرا وكان لزوجها امرأة أخرى قد ولدت له عشرة أولاد فبغت عليها بكثرة أولادها فانكسرت العجوز ودعت الله ان يرزقها ولدا فرحم الله تعالى انكسارها وحاضت لوقتها وقربت زوجها فحملت، فولدت غلاما سمته اشموئيل، فأرسلته إلى بيت المقدس يتعلم التوراة وكفله شيخ من علمائهم.
فلما بلغ بعثه الله تعالى نبيا إلى قومه فكذبوه تارة وأطاعوه أخرى، فأقام يدير أمرهم أربعين سنة، وكانت العمالقة مع ملكهم جالوت قد عظمت مكانتهم في بني إسرائيل حتى كادوا يهلكوهم.
فلما رأى بنو إسرائيل ذلك، قالوا (ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله) فدعا الله فأرسل لهم طالوت.
فلما قتل داود جالوت، أعطاه طالوت ابنته وزوجها.
وعن أبي عبد الله عليه السلام: انما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل - أي كل من وجد التابوت على بابهم - أوتوا النبوة، فمن صار إليه السلاح منا أوتي الإمامة.
(كنز الفوائد) ذكروا ان الوليد بن عبد الملك احتاج إلى رصاص أيام بناء مسجد دمشق، فقيل ان في الأردن سنارة فيها رصاص، فبعث إليها.
فلما اخذ في حفرها ضرب رجل بمعول فأصاب رجلا في سفط وناله المعول فسال دمه فقيل هذا طالوت الملك، فتركه ولم يخرجه.