وآله من بني إسرائيل تشكرون تلك النعمة على أسلافكم وعليكم بعدهم.
قال عليه السلام: وإنما عفا الله عز وجل عنهم لأنهم دعوا الله بمحمد وآله الطيبين وجددوا على أنفسهم الولاية لمحمد وعلي وآلهما الطاهرين فعند ذلك رحمهم الله وعفا عنهم.
ثم ساق الحديث إلى قوله: وامر الله موسى عليه السلام ان يقتل من لم يعبده من عبده، فتبرأ أكثرهم وقالوا لم نعبد، فقال الله عز وجل لموسى: أبرد هذا العجل بالحديد بردا ثم ذره في البحر، فمن شرب منه ماء اسودت شفتاه وانفه وبان ذنبه. ففعل، وبان العابدون، فأمر الله الاثني عشر ألفا ان يخرجوا على الباقين شاهري السيوف يقتلونهم ونادى مناد: ألا لعن الله أحد اتقاهم بيد أو رجل ولعن الله من تأمل المقتول لعله ينسبه حميما قريبا فيتعداه إلى الأجنبي.
فاستسلم المقتولون فقال القاتلون نحن أعظم مصيبة منهم نقتل بأيدينا آباءنا وأمهاتنا وإخواننا وأقربائنا ونحن لم نعبد فقد ساوى بيننا وبينهم في المصيبة.
فأوحى الله تعالى إلى موسى (ع): إني انما امتحنتهم كذلك لأنهم ما اعتزلوهم لما عبدوا العجل ولم يهجروهم ولم يعادوهم على ذلك، قل لهم من دعا الله بمحمد وآله الطيبين ان يسهل عليهم قتل المستحقين للقتل بذنوبهم ففعل فقالوها، فسهل عليهم ولم يجدوا لقتلهم لهم ألما. فلما استمر القتل فيهم ستمائة الف إلا اثنى عشر ألفا الذين لم يعبدوا العجل، وفق الله بعضهم فقال لبعض والقتل ولم يفض بعد إليهم فقال أو ليس الله قد جعل التوسل بمحمد وآله الطيبين أمرا لا يخيب معه طلبه ولا يرد به مسألة وهكذا توسلت به الأنبياء والرسل، فما لنا لا نتوسل.
قال فاجتمعوا وضجوا قالوا: يا ربنا نجنا بجاه محمد الأكرم وبجاه علي الأفضل الأعظم وبجاه فاطمة ذات الفضل والعصمة وبجاه الحسن والحسين سبطي سيد المرسلين وسيدي شباب أهل الجنة أجمعين وبجاه الذرية الطيبة الطاهرة من آل طه ويس لما غفرت لنا ذنوبنا وغفرت لنا هفوتنا وأزلت هذا القتل عنا. فذلك حين نودي موسى عليه السلام من السماء: ان كف القتل فقد سألني بعضهم مسألة