الموضع الذي ارتحلوا منه، ومات النقباء العشرة الذين أفشوا الخبر بغتة، وكل من دخل في التيه ممن جاوز العشرين سنة مات في التيه غير يوشع وكالب ولم يدخل أريحا أحد ممن قال (انا لن ندخلها ابدا).
فلما هلكوا وانقضت الأربعون سنة ونشأت النواشيء من ذراريهم وساروا إلى حرب الجبارين وفتح الله لهم في ذكر النعم التي أنعم الله على بني إسرائيل في التيه.
قال الله سبحانه: (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم) أي على أجدادكم وأسلافكم.
الفصل السادس (في نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها) قال الله تعالى: (وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون * ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون * وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون * وإذ قال موسى لقومه يا قوم انكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم انه هو التواب الرحيم).
(علل الشرايع وعيون الاخبار) سأل الشامي أمير المؤمنين عليه السلام عن الثور ما باله غاض طرفه لا يرفع رأسه إلى السماء قال: حياءا من الله عز وجل لما عبد قوم موسى العجل نكس رأسه.
وعن انس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أكرموا البقر، فإنه سيد البهائم ما رفعت طرفها إلى السماء حياء من الله عز وجل منذ عبد العجل.
تفسير علي بن إبراهيم في قوله تعالى (فانا قد فتنا قومك) قال: