وأقسم علي قسما لو أقسم به هؤلاء العابدون العجل وسألني بعضهم العصمة حتى لا يعبدوه لوفقتهم وعصمتهم، ولو أقسم علي بها إبليس لهديته ولو أقسم بها نمرود أو فرعون لنجيتهم.
فرفع الله عنهم القتل، فجعلوا يقولون يا حسرتنا أين كنا عن هذا الدعاء بمحمد وآله الطيبين حتى يقينا الله شر الفتنة.
(وعنه) صلى الله عليه وآله لم سمي الفرقان فرقانا؟ قال: لأنه متفرق الآيات والسور، انزل في غير الألواح وغير الصحف والتوراة والإنجيل والزبور نزلت كلها جملة في الألواح والورق.
(البصائر) عن السمان قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: ما تقول الشيعة في علي وموسى وعيسى عليهم السلام؟ قال: قلت جعلت فداك ومن اي الحالات تسألني؟ قال: أسألك عن العلم، فأما الفضل فهم سواء قلت: جعلت فداك فما عسى أقول فيهم؟ قال: هو والله أعلم منهما. ثم قال: يا عبد الله أليس تقولون لعلي ما للرسول من العلم. قال: قلت بلى، قال فخاصمهم فيه، ان الله تبارك وتعالى قال لموسى: (وكتبنا له في الألواح من كل شئ فأعلمناه انه لم يبين له الامر كله) وقال تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه وآله (وجئنا بك على هؤلاء شهيدا * وأنزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ).
(وروي) انه لما اتاهم موسى وقد عبدوا العجل وأرادوا التوبة فقيل لهم:
(فاقتلوا أنفسكم) فجلسوا في الأقنية مختبئين واصلت القوم عليهم خناجرهم، فكان الرجل يقتل ابنه وأباه وأخاه وقريبه وصديقه وجاره، فلم يمكنه المضي لأمر الله سبحانه فأرسل الله عليهم ضبابة وسحابة سوداء لا يبصر بعضهم بعضا.
وقيل لهم من حل حبوته أو مد طرفه إلى قاتله أو اتقاه بيد أو رجل فهو ملعون مردود توبته، فكانوا يقتلونهم إلى المساء. فلما كثر فيهم القتل وبلغ عدة القتلى سبعين ألفا دعا موسى وهارون وبكيا وجزعا وتضرعا وقالا: يا رب هلكت بنو إسرائيل البقية البقية فكشف الله السحابة وأمرهم ان يرفعوا السلاح ويكفوا