تبت إليك وانا أول المؤمنين).
قال ابن أبي عمير: وحدثني عدة من أصحابنا ان النار أحاطت به حتى لا يهرب لهول ما رأى.
(وعن) أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن موسى بن عمران لما سأل ربه النظر إليه وعده ان يقعد في موضع، ثم امر الملائكة ان تمر عليه موكبا موكبا بالبرق والرعد والريح والصواعق. فكلما مر به موكب من المواكب ارتعدت فرائصه فيرفع رأسه فيقولون قد سألت عظيما.
(وعن) أبي جعفر عليه السلام قال: ان ما ناجى موسى ان قال يا رب هذا السامري صنع العجل فالخوار من صنعه. قال فأوحى الله إليه يا موسى ان تلك فتنتي فلا تفضحني عنها.
أقول: الفتنة ورد لها في القرآن الكريم والأخبار عن الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم معان كثيرة ومن أشهرها الابتلاء والاختبار، وليس هنا بمعنى الضلال لقوله تعالى (وتهدي بها من تشاء).
واما قوله تعالى (فلا تفضحني) فذلك ان بني إسرائيل من فرط الجهل على قلوبهم لم يتعرفوا معاني الألفاظ ولا مواقع مواردها وإيصال ذلك إلى أفهامهم مما يتعذر على موسى (ع) فإنه لم يقدر على إيصال الواضحات إلى أفهامهم فكيف هذا وأمثاله.
(مهج الدعوات) من كتاب عبد الله بن عباس بن حماد الأنصاري عن أبي عبد الله عليه السلام وذكر عنده حزيران فقال: هو الشهر الذي دعا فيه موسى على بني إسرائيل فمات في يوم وليلة من بني إسرائيل ثلاثمائة الف من الناس.
(تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام) قال الله عز وجل: (وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون) قال: كان موسى عليه السلام يقول لبني إسرائيل إذا فرج الله عنكم وأهلك أعداءكم آتيكم بكتاب من عند ربكم يشتمل على أوامره ونواهيه ومواعظه وأمثاله.