وقر ستين بغلا غراء محجلة ما يزيد منها مفتاح على إصبع لكل مفتاح منها كنز وكانت من حديد، فلما ثقلت عليه جعلها من خشب فثقلت عليه، فجعلت من جلود البقر على طول الأصابع، فكانت تحمل معه. ويقال: أينما يذهب تحمل معه على أربعين بغلا.
وكان أول طغيانه انه تكبر واستطال على الناس بكثرة الأموال، فكان يخرج في زينته ويختال.
قال مجاهد: خرج على براذين بيض عليها سروج الأرجوان في سبعين ألفا عليهم المعصفرات.
وقيل. في أربعة آلاف فارس ومعهم ثلاثة آلاف جارية بيض عليهم الحلي والثياب الحمر، فتمنى أهل الجهالة مثل الذي أوتيه.
ثم إن الله أوحى إلى نبيه موسى ان يأمر قومه ان يعلقوا في أرديتهم خيوطا أربعة في كل طرف خيطا أخضر لونه لون السماء. فأمرهم به موسى وقال لكي تذكروا ربكم إذا رأيتموها، فإنه تعالى ينزل من السماء عليكم كلاما فاستكبر قارون وقال: انما تفعل هذه الأرباب بعبيدهم لكي يميزوا من غيرهم.
ولما قطع موسى عليه السلام ببني إسرائيل البحر جعل الحبورة - وهي رياسة المذبح وبيت القربان - لهارون، فكان بنو إسرائيل يأتون بهديتهم ويدفعونه إلى هارون، فيضعه على المذبح فتنزل النار من السماء فتأكله، فوجد قارون في نفسه من ذلك وأتى موسى وقال يا موسى لك الرسالة ولهارون الحبورة ولست في شئ من ذلك وأنا أقرأ للتوراة منكما لا صبر لي على هذا، فقال موسى: والله ما انا جعلتها لهارون بل الله تعالى جعلها له، فقال قارون: والله لا أصدقك في ذلك حتى تريني بيانه. فجمع موسى عليه السلام رؤساء بني إسرائيل وقال: هاتوا عصيكم فجاؤوا بها فخرمها وألقاها في القبة التي كانت يعبد الله تعالى فيها، وجعلوا يحرسون عصيهم حتى أصبحوا، فأصبحت عصى هارون عليه السلام قد اهتز لها ورق أخضر، وكانت من شجرة اللوز، فقال موسى: يا قارون أترى هذا؟ فقال قارون