مصر اما انها سخط من سخط الله عليه، ولم يكن دخول بني إسرائيل إلا من سخطه ومعصيته منهم لله، لان الله تعالى قال: (ادخلوا الأرض المقدسة) يعني الشام، فأبوا ان يدخلوها فتاهوا في الأرض أربعين سنة في مصر وفيا فيها، ثم دخلوها بعد أربعين سنة، وما كان خروجهم من مصر ودخولهم الشام إلا من بعد توبتهم ورضا الله عنهم، وقال اني لأكره ان آكل من شئ يطبخ في فخارها، وما أحب ان اغسل رأسي من طينها مخافة ان يورثني ترابها الذل ويذهب بغيرتي.
وروى الشيخ في (التهذيب) قال الصادق عليه السلام: نومة الغداة مشومة تطرد الرزق وتصفر اللون وتغبره وتقبحه. وهو نوم كل مشوم، ان الله تعالى يقسم الأرزاق ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وإياكم وتلك النومة.
وكان المن والسلوى ينزل على بني إسرائيل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس فمن نام تلك الساعة لم ينزل نصيبه، وكان إذا انتبه فلا يرى نصيبه احتاج إلى السؤال والطلب. وعن الإمام الحسن العسكري عليه السلام في قوله: (وأنزلنا عليكم المن والسلوى) المن الترنجبين كان يسقط على شجرهم فيتناولونه، والسلوى السماني أطيب طير لحما يسترسل لهم فيصطادونه.
وفي قوله تعالى: (إدخلوا هذه القرية) وهو أريحا من بلاد الشام وادخلوا باب القرية سجدا لله تعظيما لمثال محمد وعلي، مثل الله تعالى على الباب مثال محمد وعلي وأمرهم ان يسجدوا تعظيما لذلك المثال وان يجددوا على أنفسهم بيعتهما وذكر موالاتهما وليذكروا العهد والميثاق المأخوذ عليهم (وقولوا حطة) اي قولوا ان سجودنا لله تعظيما لمثال محمد وعلي واعتقادنا لولايتهما حطة لذنوبنا ومحوا لسيئاتنا (فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم) اي لم يسجدوا كما أمروا وقالوا كما أمروا ولكن دخلوها من منقلبها باستاهم، وقالوا اهتطانا سمقانا - اي حنطة حمراء ينقونها أحب إلينا من هذا الفعل وهذا القول (فأنزلنا على الذين غيروا - بدلوا - ما قيل لهم) ولم ينقادوا لولاية محمد وعلي وآلهما الطيبين (رجزا من السماء) والرجز الذي أصابهم انه مات منهم بالطاعون في بعض يوم مائة وعشرون الف كلهم