واما امرأة حزقيل فإنها كانت ماشطة بنات فرعون وكانت مؤمنة.
وروي عن ابن عباس: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لما أسري بي مرت بي رائحة طيبة، فقلت لجبرئيل: ما هذه الرائحة؟ فقال: هذه ماشطة آل فرعون وأولادها، كانت تمشطها فوقعت المشطة من يدها، فقالت: بسم الله فقالت بنت فرعون: أبي؟ قالت: لا، بل ربي وربك ورب أبيك، فأخبرت فرعون فدعا بها وبولدها، وقال: من ربك؟ قالت: ان ربي وربك الله. فأمر بتنور من نحاس فأحمي فدعا بها وبولدها، فقالت: ان لي إليك حاجة وهي ان تجمع عظامي وعظام ولدي فتدفنها فقال: ذلك لك، لما لك من حق، فأمر بأولادها فألقوا واحدا واحدا بالتنور، حتى كان آخر ولدها وكان صبيا مرضعا: فقال: اصبري يا أماه انك على الحق، فألقيت في التنور مع ولدها.
واما امرأة فرعون آسية: فكانت من بني إسرائيل وكانت مؤمنة خالصة وكانت تعبد الله سرا، إلى أن قتل فرعون امرأة حزقيل، فعاينت حينئذ الملائكة يعرجون بروحها، فزادت يقينا وإخلاصا.
فبينا هي كذلك إذ دخل عليها فرعون يخبرها بما صنع، فقالت: الويل لك يا فرعون، ما أجرأك على الله جل وعلا، فقال لها: لعلك اعتراك الجنون الذي اعترى صاحبك؟ فقالت: ما اعتراني جنون، بل آمنت بالله ربي وربك ورب العالمين.
فدعا فرعون أمها فقال لها: ان ابنتك أخبريها فاقسم لتذوقن الموت أو لتكفرن بآله موسى.
فخلت بها أمها فسألتها موافقته في ما أراد؟ فأبت وقالت: اما ان أكفر بالله فلا. فأمر بها فرعون حتى مدت بين أربعة أوتاد، ثم لا زالت تعذب حتى ماتت.
وعن ابن عباس قال: اخذ فرعون امرأته آسية حين تبين له إسلامها يعذبها لتدخل في دينه. فمر بها موسى وهو يعذبها، فشكت إليه بإصبعها؟ فدعا الله موسى ان يخفف عنها، فلم تجد للعذاب ألما. وانها ماتت من عذاب فرعون، فقالت وهي في العذاب: رب ابن لي عندك بيتا في الجنة، وأوحى الله إليها: ان ارفعي