رأسك، فرفعت فرأت البيت في الجنة بني لها من در، فضحكت.
فقال فرعون: انظروا إلى الجنان التي بها تضحك وهي في العذاب.
وقيل: انها كانت تعذب بالشمس وإذا انصرفوا عنها أظلتها الملائكة وجعلت ترى بيتها في الجنة.
عن سلمان في تفسير علي بن إبراهيم: (وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى...) الآية.
فان بني إسرائيل لما عبر بهم موسى البحر نزلوا في مفازة، فقالوا يا موسى هلكتنا وقتلتنا وأخرجتنا من العمارة إلى مفازة لا ظل ولا شجر ولا ماء، وكانت تجئ بالنهار غمامة فتظلهم من الشمس وينزل عليهم بالليل المن، فيقع على النبات والشجر والحجر فيأكلونه، وبالعشي يجيء طائر مشوي فيقع على موائدهم، فإذا أكلوا وشبعوا طار ومر.
وكان مع موسى حجرا يضعه في وسط العسكر، ثم يضربه بعصاه فتنفجر منه اثنتا عشرة عينا، فيذهب الماء إلى سبط في رحله، وكانوا اثنا عشر سبطا.
فلما طال عليهم الأمد، قالوا يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها والفوم هو الحنطة. فقال لهم موسى: أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير إهبطوا مصرا فان لكم ما سألتم، فقالوا يا موسى (ان فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فان: خرجوا منها فانا داخلون) فنصف الآية في سورة البقرة وتمامها وجوابها لموسى في سورة المائدة.
أقول: هذا التبعيض في الآية الواحدة، الظاهر أن منشأه ما وقع في مصحف عثمان الذي سموه امام المصاحف، ولم يكن له ربط بترتيب القرآن، فكانت الآية الواحدة مقطعة في السورتين.
وروي: انهم لما لم يوافقوا موسى عليه السلام على قتال الجبارين، أراد موسى ان يفارقهم، ففزعوا وقالوا إن خرج موسى من بيننا نزل علينا العذاب،