من علم الله انهم لا يؤمنون ولا يتوبون.
وفي قوله: (وإذ استسقى موسى لقومه) طلب منهم السقي لما لحقهم العطش في التيه وضجوا بالبكاء إلى موسى عليه السلام وقالوا أهلكنا بالعطش فقال موسى:
إلهي بحق محمد سيد الأنبياء وبحق علي سيد الأوصياء وبحق فاطمة سيدة النساء وبحق الحسن سيد الأولياء وبحق الحسين أفضل الشهداء وبحق عترتهم وخلفائهم سادة الأزكياء لما سقيت عبادك هؤلاء فأوحى الله تعالى: يا موسى (إضرب بعصاك الحجر) فضربه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل قبيلة من بني أب من أولاد يعقوب مشربهم فلا يزاحم الآخرين في مشربهم، (وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد) يعني المن والسلوى ولا بد لنا من خلط معه (فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض...) الآية. فقال: إهبطوا مصرا من الأمصار من هذه التيه فان لكم ما سألتم في المصر... الحديث.
وعن أبي عبد الله عليه السلام: ان القائم عليه السلام إذا قام بمكة وأراد ان يتوجه إلى الكعبة نادى مناديه: ألا لا يحمل أحد منكم طعاما ولا شرابا، ويحمل حجر موسى بن عمران وهو وقر بعير، فلا ينزل منزلا إلا انبعث عين منه، فمن كان جائعا شبع ومن كان ظامئا روى، فهو زادهم حتى ينزل النجف من ظهر الكوفة.
وقال الثعلبي: ان الله عز وجل وعد موسى عليه السلام ان يورثه وقومه الأرض المقدسة وهي الشام، وكان يسكنها الجبارون وهم العمالقة من ولد عملاق بن لاوي بن سام بن نوح عليه السلام.
فأمر الله موسى عليه السلام وقومه بالمسير إلى ارض الشام وقال: يا موسى اني قد كتبتها لكم دارا وقرارا، فجاهد فيها من العدو، فاني ناصركم عليهم وخذ من قومك اثنى عشر نقيبا من كل سبط نقيبا ليكون كفيلا على قومه بالوفاء منهم على ما أمروا به. فاختار موسى النقباء من كل سبط نقيبا وأمره عليهم، فسار موسى ببني إسرائيل، فبعث هؤلاء النقباء يتجسسون له الأخبار ويعلمون أحوالهم.
فلقيهم رجل من الجبارين يقال له عوج بن عناق وكان طوله ثلاثة وعشرين