يقول حزقيل هذا وهو يعني ان ربهم هو: الله ربي، ولم يقل: ان الذي قالوا ربهم هو ربي.
وخفي هذا المعنى على فرعون ومن حضره وتوهموا انه يقول: فرعون ربي وخالقي ورازقي.
فقال لهم فرعون: يا طلاب الفساد في ملكي ومريدي الفتنة بيني وبين ابن عمي وهو عضدي، أنتم المستحقون لعذابي لإرادتكم فساد أمري وإهلاك ابن عمي.
ثم امر بالأوتاد فجعل في ساق كل واحد منهم وتد وفي صدره وتد، وامر أصحاب أمشاط الحديد فشقوا بها لحومهم من أبدانهم.
فذلك ما قال الله تعالى: (فوقاه الله سيئات ما مكروا به) لما وشوا به إلى فرعون ليهلكوه، (وحاق بآل فرعون سوء العذاب) وهم الذين وشوا بحزقيل إليه لما أوتد فيهم الأوتاد ومشط عن أبدانهم لحومهم بالأمشاط.
وعن ابن عباس قال: خط رسول الله صلى الله عليه وآله أربع خطط في الأرض وقال:
أتدرون ما هذا؟ قلنا: الله ورسوله اعلم، فقال: أفضل نساء الجنة أربع: خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون.
تفسير علي بن إبراهيم قدس الله ضريحه: (وقال رجل من آل فرعون يكتم إيمانه) قال: كتم إيمانه ستمائة سنة وكان مجذوما مكنعا وهو الذي قد وقعت أصابعه وكان يشير إلى قومه بيديه المكنوعتين ويقول: يا قوم اتبعوني أهدكم سبيل الرشاد.
وقوله: (فوقاه الله سيئات ما مكروا) يعني مؤمن آل فرعون.
فقال أبو عبد الله (ع): ولقد قطعوه إربا إربا ولكن وقاه الله ان يفتنوه في دينه. وقال الثعلبي: قالت الرواة: كان حزقيل من أصحاب فرعون نجارا وهو الذي نجر التابوت لام موسى حين قذفته في البحر.
وقيل: انه كان خازنا لفرعون مائه سنة، وكان مؤمنا مخلصا يكتم إيمانه إلى أن ظهر موسى عليه السلام على السحرة، فأظهر حزقيل يومئذ إيمانه فأخذ وقتل مع السحرة صلبا.