الف ذراع بذراع الملك. وكان عوج يحتجر بالسحاب ويتناول الحوت من قرار البحر فيشويه بعين الشمس يرفعه إليها ثم يأكله.
وروي أنه اتى نوحا أيام الطوفان فقال له احملني معك في سفينتك فقال له:
اذهب يا عدو الله فاني لم أؤمر بك، وطبق الماء ما على الأرض من جبل وما جاوز ركبتي عوج وعاش عوج ثلاثة آلاف سنة حتى أهلكه الله تعالى على يدي موسى.
وكان لموسى عليه السلام عسكر فرسخ في فرسخ، فجاء عوج حتى نظر إليهم ثم اتى الجبل ونقر منه صخرة على قدر العسكر ثم حملها ليطبقها عليهم فبعث الله تعالى إليه الهدهد ومعه المس، - يعني - حتى نقرا الصخرة، فانبثقت فوقعت في عنق عوج فطوقته فصرعته.
فأقبل موسى عليه السلام وطوله عشرة أذرع وطول عصاه عشره أذرع ونزا في السماء عشرة أذرع، فما أصاب إلا كعبه وهو مصروع بالأرض، فقتله.
فأقبل جماعة ومعهم الخناجر فجهدوا حتى حزوا رأسه، فلما قتل وقع على نيل مصر، فحيرهم سنة وأم عناق إحدى بنات آدم من صلبه.
فلما لقيهم عوج وعلى رأسه حزمة حطب، اخذ الاثني عشر وجعلهم في حجزته وانطلق بهم إلى امرأته وقال انظري إلى هؤلاء القوم الذين يزعمون أنهم يريدون قتالنا! فطرحهم بين يديها وقال: الا أطحنهم برجلي فقالت امرأته: لا بل خل عنهم حتى يخبروا قومهم بما رأوا. ففعل ذلك.
وكان لا يحمل عنقود عنبهم إلا خمسة انفر بالخشب، ويدخل في شطر الرمان إذا نزع حبها خمسة انفر أو أربعة.
فلما خرجوا قال بعضهم لبعض: يا قوم انكم ان أخبرتم بني إسرائيل خبر القوم تنكروا وارتدوا عن نبي الله، ولكن اكتموا شأنهم وأخبروا موسى وهارون فيرون فيه رأيهما، فأخذ بعضهم على بعض الميثاق، ثم انصرفوا إلى موسى بعد أربعين يوما، وجاؤوا بحبة من عنبهم، وقر رجل وأخبروه بما رأوه.
ثم انهم نكثوا العهد وجعل كل واحد منهم ينهي سبطه وقريبه عن قتالهم