(وروي) انه لما انزل الله سبحانه التوراة، قال: رب أرني انظر إليك فأوحى الله إليه: لا تقدر على ذلك ولكن انظر إلى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني، فرفع الله الحجاب ونظر إلى الجبل، فساخ الجبل في البحر فهو يهوي حتى الساعة، ونزلت الملائكة وفتحت أبواب السماء، فأوحى الله إلى الملائكة ادركوا موسى لا يهرب فنزلت الملائكة وأحاطت بموسى وقالوا أثبت يا بن عمران فقد سألت الله عظيما فلما نظر موسى إلى الجبل قد ساخ والملائكة قد نزلت وقع على وجهه فمات من خشية الله وهول ما رأى، فرد الله عليه روحه، فرفع رأسه وأفاق وقال سبحانك تبت إليك وانا أول من صدق انك لا ترى، فقال الله: يا موسى اني اصطفيتك على الناس برسالتي وكلامي... الحديث.
(وعنه) صلى الله عليه وآله قال: من الجبال التي تطايرت يوم موسى عليه السلام سبعة أجبل فلحقت بالحجاز واليمن منها بالمدينة أحد وورقان وبمكة ثور وثبير وحوى باليمن صبر وحضور.
(عيون الاخبار) في خبر ابن الجهم انه سأل المأمون الرضا عليه السلام عن معنى قوله عز وجل: (ولما جاء موسى لميقاتنا) وكلمه ربه قال (رب أرني انظر إليك قال لن تراني...) الآية، كيف يجوز ان يكون كليم الله موسى بن عمران لا يعلم أن الله تعالى ذكره لا يجوز عليه الرؤية حتى يسأله هذا السؤال فقال الرضا عليه السلام: ان كليم الله موسى بن عمران عليه السلام علم أن الله تعالى عز ان يرى بالابصار، لكنه لما كلمه الله عز وجل وقربه نجيا رجع إلى قومه فأخبرهم ان الله عز وجل كلمه وقربه وناجاه، فقالوا لن نؤمن لك حتى نسمع كلامهم كما سمعت، وكان القوم سبعمائة الف رجل، فاختار منهم سبعين ألفا ثم اختار منهم سبعة آلاف ثم اختار منهم سبعين رجلا لميقات ربه، فخرج بهم إلى طور سيناء، فأقامهم في سفح الجبل وصعد موسى إلى الطور.
وسأل الله ان يكلمهم ويسمعهم كلامه فكلمه الله، وسمعوا كلامه من فوق