لك ان تقول لا أمس ولا أمس ما دمت حيا.
وقال ابن عباس: لك ولولدك، والمساس فعل من المماسة، ومعنى (لا مساس) لا يمس بعضنا بعضا السامري، يهيم في البرية مع الوحش والسباع، لا يمس أحدا ولا يمسه أحد، عاقبه الله تعالى بذلك. وكان إذا لقي أحدا يقول لا مساس، اي لا تمسني ولا تقربني، وصار ذلك عقوبة له ولولده، حتى أن بقاياهم اليوم يقولون ذلك، وان مس واحد من غيرهم حم كلاهما في الوقت.
وقيل: ان السامري خاف وهرب فجعل يهيم في البرية لا يجد أحدا من الناس يمسه، حتى صار لبعده من الناس كالقائل (لا مساس).
(علي بن إبراهيم) باسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: ما بعث الله رسولا الا وفي وقته شيطانان يؤذيانه ويفتنانه ويضلان الناس بعده.
فأما الخمسة أولوا العزم من الرسل: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وآله واما صاحبا نوح عليه السلام ففبطقوس وحزام.
واما صاحبا إبراهيم: فمكيل وزدام.
واما صاحبا موسى: فالسامري ومرعقيبا.
واما صاحبا عيسى: فمولس ومريسان.
واما صاحبا محمد صلى الله عليه وآله: فحبتر وزريق.
أقول: الحبيتر الثعلب والمراد به... لأنه يشبه بالمكر والخديعة والتعبير عنه بزريق لكونه أزرق. وقيل: انه يشبه بطائر اسمه زريق في سوء أخلاقه أو لكون الزرقة مما تبغضه العرب وتتشأم منه.
كما قيل في قوله تعالى: (ونحشر المجرمين يومئذ زرقا).
وعن أبي بصير قال: سأل طاووس اليماني الباقر عليه السلام عن طير طار مرة لم يطر قبلها ولا بعدها ذكره الله في القرآن ما هو؟ فقال: طور سيناء أطاره الله عز وجل على بني إسرائيل حين أظلهم فيه أنواع العذاب حتى قبلوا التوراة وذلك قوله عز وجل (وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا انه واقع بهم).