موسى واستجهله في نبوته، انه ما خلا الامر من خصلتين: اما ان كانت صلاة موسى (ع) فيها جائزة أو غير جائزة فان كانت جائزة فيها. فجاز لموسى ان يكون يلبسها في تلك البقعة. وان كانت مقدسة مطهرة، وان كانت صلاته غير جائزة فيها، فقد أوجب ان موسى لم يعرف الحلال والحرام ولم يعلم ما جازت الصلاة فيه مما لم تجز. وهذا كفر.
قلت: فأخبرني يا مولاي عن التأويل فيها. قال: ان موسى عليه السلام كان بالواد المقدس فقال: يا رب اني أخلصت لك المحبة مني وغسلت قلبي عمن سواك وكان شديد الحب لأهله، فقال الله تبارك وتعالى: (اخلع نعليك) اي انزع حب أهلك من قلبك، ان كانت محبتك لي خالصة وقلبك من الميل إلى من سواي مشغولا أقول: اختلف المفسرون في سبب الامر يخلع النعلين، على أقوال:
الأول - انهما كانتا من جلد حمار ميت، وقد تقدم ما يدل على أنه محمول على التقية.
الثاني - انه كان من جلد بقرة ذكية. ولكنه امر بخلعها ليباشر بقدميه الأرض فتصيبه بركة الوادي المقدس.
الثالث - ان الحفاء من علامة التواضع، ولذلك كانت السلف تطوف حفاة.
الرابع - ان موسى (ع) انما لبس النعل اتقاء من الأنجاس وخوفا من الحشرات، فآمنه الله مما يخاف واعلمه بطهارة الموضع.
الخامس - ان معنى فرغ قلبك من حب الأهل والمال.
السادس - ان المراد: فرغ قلبك عن ذكر الدارين.
وفي خبر ابن سلام، انه سئل النبي صلى الله عليه وآله عن الوادي المقدس لم سمي المقدس؟ قال: لأنه قدست فيه الأرواح واصطفيت فيه الملائكة وكلم الله موسى تكليما.