عظيم العين، حوله ثلة من أمته، فأعجبني كثرتهم، فقلت من هذا يا جبرئيل؟
فقال: هذا المجيب في قومه، هارون بن عمران، فسلمت عليه وسلم علي واستغفرت له واستغفر لي، وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات. ثم صعدنا إلى السماء السادسة وإذا فيها رجل آدم طويل وسمعته يقول: يزعم بنو إسرائيل اني أكرم ولد آدم على الله وهذا رجل أكرم على الله مني. فقلت من هذا يا جبرئيل؟
قال: هذا أخوك موسى بن عمران، فسلمت عليه وسلم علي واستغفرت له واستغفر لي، وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات.
وقال عليه السلام: كان عمر موسى بن عمران مائتين وأربعين سنة، وكان بينه وبين إبراهيم خمسمائة سنة.
وعنه صلى الله عليه وآله: اختار من الأنبياء أربعة للسيف: إبراهيم وداود وموسى وانا، واختار من البيوتات أربعة. فقال الله عز وجل: (ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين).
(علل الشرايع) سأل الشامي أمير المؤمنين عليه السلام عن قول الله عز وجل:
(يوم يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه * وصاحبته وبنيه) من هم؟ فقال: قابيل يفر من هابيل، والذي يفر من أمه موسى، والذي يفر من أبيه إبراهيم، والذي يفر من صاحبته لوط، والذي يفر من ابنه نوح، والذي يفر من أبيه كنعان.
قال الصدوق: انما يفر موسى من أمه: خشية ان يكون قصر فيما وجب عليه من حقها.
أقول: ذكر جماعة من أهل الحديث: انه يجوز ان يتجوز بالام عن المربية أو المرضعة التي أحضنته أو أرضعته في بيت فرعون قبل وقوع أمه عليه، كما تجوزوا عن إبراهيم بأبيه.
(الأمالي) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أوحى الله إلى موسى بن عمران: يا موسى أتدري لم انتخبتك من خلقي واصطفيتك لكلامي؟ فقال: لا يا رب. فأوحى الله إليه: اني اطلعت على الأرض، فلم أجد أشد تواضعا لي منك