ينج أحد منهم، وذلك قوله تعالى: (فأخذهم عذاب يوم الظلة). فلما أصاب قومه ما أصابهم، لحق شعيب والذين آمنوا معه بمكة، فلم يزالوا بها حتى ماتوا.
والرواية الصحيحة: ان شعيبا عليه السلام صار منها إلى مدين، فأقام بها، وبها لقيه موسى بن عمران صلوات الله عليهما.
وعن علي عليه السلام قال: قيل له: يا أمير المؤمنين حدثنا؟ قال: ان شعيب النبي عليه السلام دعا قومه إلى الله حتى كبر سنه ودق عظمه، ثم غاب عنهم ما شاء الله، ثم عاد إليهم شابا، فدعاهم إلى الله عز وجل. فقالوا ما صدقناك شيخا فكيف نصدقك شابا؟.
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: لم يبعث الله عز وجل من العرب الا خمسة أنبياء هودا وصالحا وإسماعيل وشعيبا ومحمد خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وعليهم، وكان شعيب بكاءا.
(الكافي) عن أبي جعفر عليه السلام قال: أوحى الله إلى شعيب: اني معذب من قومك مائة الف، أربعين الف من شرارهم وستين الف من خيارهم، فقال عليه السلام:
يا رب هؤلاء الأشرار، فما بال الأخيار؟ فأوحى الله عز وجل إليه: داهنوا أهل المعاصي ولم يغضبوا لغضبي.
وعن ابن عباس رضي الله عنه: عاش شعيب صلوات الله عليه: مائتين واثنين وأربعين سنة.
وقال مجاهد: عذاب يوم الظلة هو: إظلال العذاب لقوم شعيب.
وقال بريد بن أسلم في قوله تعالى: (يا شعيب أصلاتك تأمرك ان نترك ما يعبد آباؤنا أو ان نفعل في أموالنا ما نشاء) قال: مما كان نهاهم عنه قطع الدراهم، انتهى.