فهذا هو الكلام الملخص في هذه المسألة، انتهى كلامه وتسلطه على الواحدي فيما قمع به أساس كلامه، هو مذهب أصحابنا قدس الله أرواحهم.
والوجهان اللذان اختارهما، أومى الرضا عليه السلام إلى أحدهما في حديث أبي الصلت الهروي حيث قال: واما قوله عز وجل في يوسف: (ولقد همت به وهم بها) فإنها همت بالمعصية، وهم يوسف بقتلها ان أجبرته، لعظم ما داخله فصرف الله عنه قتلها والفاحشة وهو قوله (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء) يعني الزنا وأشار إليهما معا في خبر ابن الجهم حيث قال: (لقد همت به ولولا أن رأى برهان ربه) لهم بها كما همت به، لكنه كان معصوما، والمعصوم لا يهم بذنب ولا يأتيه ولقد حدثني أبي عن أبيه الصادق عليهما السلام انه قال: همت بأن تفعل وهم بما لا يفعل.
أقول: لا يتوهم خطا في قصده القتل إذ الدفع عن الغرض والاحتراز عن المعصية لازم، وان انجر إلى القتل، ولكنه تعالى نهاه عن ذلك لمصالح كثيرة، وقد ظهر حقيقة الحال، فما ورد في روايتنا مما يوافق العامة فاحمله على التقية.
ثم قال الزجاج: واما قوله: (وخروا له سجدا) ففيه اشكال، وذلك لأن يعقوب عليه السلام كان أبا يوسف، وحق الأبوة حق عظيم، وأيضا انه كان شيخا، والشاب يجب عليه تعظيم الشيخ.
والثالث - انه كان من أكابر الأنبياء، الا ان يعقوب عليه السلام كان أعلى حالا منه.
الرابع - ان جده واجتهاده في تحصيل الطاعات أكثر من جد يوسف.
ولما اجتمعت هذه الجهات الكثيرة، فهذا يوجب ان يبالغ يوسف في خدمة يعقوب، فكيف استجاز يوسف ان يسجد له يعقوب هذا على تقرير السؤال؟
والجواب عنه من وجوه:
الأول - هو قول ابن عباس: ان المراد بهذه الآية انهم: (خروا له