السعر الأول. فقال ما هو كذا، ولكن خذوا. قال فأخذوا وذهبوا إلى المدينة.
فلقيهم الناس فسألوهم بكم اشتريتم؟ فقالوا كذا بكذا بنصف الأول. فقال آخرون اذهبوا بنا حتى نشتري فذهبوا إلى يوسف فقالوا بعنا؟ فقال اشتروا. فقالوا بعنا كما بعت؟ قال كيف بعت؟ فقالوا كذا بكذا؟ بالحط من النصف. فقال ما هو كما تقولون ولكن خذوا، فلم يزالوا يتكاذبون حتى رجع السعر إلى الأخير كما كان الأول. كما أراد الله تعالى.
وعن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال: رحم الله أخي يوسف لو لم يقل (اجعلني على خزائن الأرض) لولاه عن ساعته ولكن اخر ذلك سنة وروى العياشي عن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان يعقوب ذهب إلى عابد من العباد في حاجة، فقال له الراهب فما بلغ بك مما أرى من الكبر؟ قال:
الهم والحزن. فما جاوز الباب حتى أوحى الله إليه ان يا يعقوب شكوتني إلى العباد؟
فخر ساجدا عند عتبة الباب يقول لا أعود. فأوحى الله إليه انى قد غفرتها لك فلا تعودن إلى مثلها. فما شكى شيئا مما اصابه من نوائب الدنيا الا انه قال يوما (انما أشكو بثي وحزني إلى الله واعلم من الله ما لا تعلمون).
وروي عن محمد بن إسماعيل رفعه باسناده له قال: ان يعقوب وجد ريح قميص يوسف من مسيرة عشره ليال وكان يعقوب ببيت المقدس ويوسف بمصر. وهو القميص الذي نزل على إبراهيم من الجنة. فدفعه إلى إسحاق وإسحاق إلى يعقوب ودفعه يعقوب إلى يوسف عليه السلام.
وروي ان يوسف (ع) لما مات بمصر دفنوه في النيل في صندوق من رخام.
وذلك أنه لما مات تشاح الناس عليه، كل يحب ان يدفن في محلته لما كانوا يرجون من بركته، فأرادوا ان يدفنوه في النيل، فيمر الماء عليه ثم يصل إلى جميع مصر فيكون كلهم فيه شركاء وفي بركته شرعا سواء، فكان قبره في النيل إلى أن حمله موسى عليه السلام حين خرج من مصر.
خاتمة) في تأويل قوله تعالى (ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان