لتلبثن في السجن بمقالتك هذه بضع سنين. قال فبكى يوسف عند ذلك حتى بكت لبكائه الحيطان، فتأذى به أهل السجن، فصالحهم على أن يبكي يوما ويسكت يوما فكان اليوم الذي يسكت أسوء حالا (العياشي) عن هشام بن صالح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما بكى أحد بكاء ثلاثة: آدم ويوسف وداود.
اما آدم فبكى حين اخرج من الجنة وكان رأسه في باب من أبواب السماء فبكى حتى تأذى به أهل السماء، فشكوا ذلك إلى الله، فحط من قامته.
واما داود فإنه بكى حتى هاج العشب من دموعه وان كان ليزفر الزفرة فيحرق ما نبت من دموعه.
واما يوسف فإنه كان يبكي على أبيه يعقوب وهو في السجن، فآذى به أهل السجن، فصالحهم على أن يبكي يوما ويسكت يوما.
وفيه عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان سبق يوسف الغلاء الذي أصاب الناس ولم يتمن الغلاء لاحد قط، قال: فاتاه التجار فقالوا:
بعنا؟ فقال اشتروا، فقالوا نأخذ كذا بكذا؟ قال خذوا، وامر فكالوهم فحملوا ومضوا حتى دخلوا المدينة فلقيهم قوم من التجار فقالوا لهم: كيف أخذتم؟ قالوا كذا بكذا وضاعفوا الثمن. قال وقدم أولئك على يوسف، فقالوا بعنا؟ فقال اشتروا كيف تأخذون؟ قالوا بعنا كما بعت كذا بكذا؟ فقال ما هو كما يقولون ولكن خذوا فأخذوا ثم مضوا حتى دخلوا المدينة فلقيهم آخرون فقالوا كيف أخذتم؟ فقالوا كذا بكذا، وضاعفوا الثمن، قال: فعظم الناس ذلك البلاء وقالوا اذهبوا بنا حتى نشتري قال: فذهبوا إلى يوسف فقالوا بعنا؟ فقال اشتروا. فقالوا بعنا كما بعت؟ فقال وكيف بعت؟ قالوا كذا بكذا. فقال ما هو كذلك ولكن خذوا. قال فأخذوا ورجعوا إلى المدينة، فأخبروا الناس، فقالوا فيما بينهم تعالوا نكذب في الرخص كما كذبنا في الغلاء. قال فذهبوا إلى يوسف فقالوا له بعنا؟
فقال اشتروا. فقالوا بعنا كما بعت؟ قال كيف بعت؟ قالوا كذا بكذا. بالحط من