والماء، فبينا أنت تقول: انى هذا وهؤلاء خضر مثمرات وهؤلاء سود يابسات والمنبت واحد وأصولهن في الماء، إذ هبت ريح فذرت الا رفات من السود اليابسات على الخضر المثمرات فأشعلت فيهن النار فأحرقتهن فصرن سودا متغيرات، فهذا آخر ما رأيت من الرؤيا.
وعن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: اخبرني عن يعقوب كم عاش مع يوسف بمصر؟ قال: عاش حولين، وكان يعقوب هو الحجة، وكان الملك ليوسف، فلما مات يعقوب حمله يوسف في تابوت إلى ارض الشام فدفنه في بيت المقدس، فكان يوسف بعده هو الحجة.
(الخرائج) عن أبي محمد عليه السلام في قوله تعالى: (ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل) قال عليه السلام: ما سرق يوسف، انما كان ليوسف منطقة ورثها من إبراهيم، وكانت تلك المنطقة لا يسرقها أحد الا استعبد فكان إذا سرقها انسان نزل عليه جبرئيل عليه السلام فأخبره بذلك، فاخذ منه واخذ عبدا، وان المنطقة كانت عند سارة بنت إسحاق بن إبراهيم، وكانت سميت أم إسحاق، وان سارة أحبت يوسف وأرادت ان تتخذه ولدا لها، وانما اخذت المنطقة فربطتها على وسطه ثم سدلت عليه سرباله، وقالت: يعقوب ان المنطقة سرقت، فاتاه جبرئيل فقال:
يا يعقوب ان المنطقة مع يوسف، ولم يخبره بخبر ما صنعت سارة، لما أراد الله، فقام يعقوب إلى يوسف واستخرج المنطقة، فقالت سارة بنت إسحاق مني سرقها يوسف فأنا أحق به، فقال لها يعقوب: فإنه عبدك على أن لا تبيعيه ولا تهبيه.
قالت فأنا اقبله على أن لا تأخذه مني وانا أعتقه الساعة فأعتقته... الحديث.
وروي انه لما قال للفتى: (اذكرني عند ربك) اتاه جبرئيل (ع) فضرب برجله حتى كشط له عن الأرض السابعة، فقال له: يا يوسف انظر ماذا ترى؟ فقال أرى حجرا صغيرا ففلق الحجر، فقال: ما ذا ترى؟ قال دودة صغيرة. قال: فمن رازقها؟ قال الله. قال فان ربك يقول: لم انس هذه الدودة في ذلك الحجر في قعر الأرض السابعة أظننت اني أنساك حتى تقول للفتى (اذكرني عند ربك)