عليهم الرجز - أي العذاب - وهي الحجارة التي أمطرت عليهم. وقيل: هو الماء الأسود على وجه الأرض.
أقول: خروج الماء الأسود على وجه الأرض من علامات الغضب، وفى هذه الاعصار خروج الماء الأسود من بلاد (قم) وبه خربت محال كثيرة وهو إلى وقت رقم هذه الكلمات على حاله واقفا بين محالها يخرج من المنازل فيخربها وكل محلة خربت منازلها وقع بأهلها الموت حتى أنه لم يبق منهم الا القليل، وقد حفروا لها انهارا من تحت الأرض وهو يجرى منه الماء إلى خارج البلد.
ورأيت حديثا عن الصادق عليه السلام: من علامات الفرج لأهل قم ان يجري الماء على وجه الأرض. يعنى ان يكون الفرج ويخرج القائم عليه السلام.
وقد خرج من غيرها أيضا مثل شيراز وجرفايقان وخرب المنازل ووقع الموت بأهلها، لكنه سكن وفرغ منه.
(علل الشرايع) باسناده إلى أبي بصير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام كان رسول الله صلى الله عليه وآله يتعوذ من البخل؟ قال نعم في كل صباح ومساء، ونحن نتعوذ بالله من البخل، انه يقول: (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) وسأخبرك عن عاقبة البخل: ان قوم لوط كانوا أهل قرية اشحاء على الطعام، فأعقبهم البخل داء لا دواء له في فروجهم. فقلت وما أعقبهم؟ فقال إن قرية قوم لوط كانت على طريق السيارة تنزل بهم فيضيفونهم، فلما أكثر ذلك عليهم ضاقوا بذلك ذرعا بخلا ولؤما، فدعاهم البخل إلى أن كانوا إذا نزل بهم الضيف فضحوه من غير شهوة بهم، وانما كانوا يفعلون ذلك بالضيف حتى ينكل النازل عنهم، فشاع أمرهم في القرى، فأورثهم البخل بلاءا لا يستطيعون دفعه عن أنفسهم من غير شهوة إلى ذلك حتى صاروا يطلبونه من الرجال في البلاد ويعطونهم عليه الجعل. فقلت له جعلت فداك فهل كان أهل قرية لوط كلهم يفعلون؟ فقال نعم الا أهل بيت منهم من المسلمين، اما تسمع لقوله تعالى: (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين) وان لوطا لبث في قومه ثلاثين سنة يدعوهم إلى