(علل الشرايع) مسندا إلى أبان بن عثمان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام كيف صار الطحال حراما وهو من الذبيحة؟ فقال: ان إبراهيم عليه السلام هبط عليه الكبش من ثبير. وهو جبل بمكة ليذبحه، اتاه إبليس فقال له اعطني نصيبي من هذا الكبش؟ قال وأي نصيب لك وهو قربان لربي وفداء لابني.
فأوحى الله عز وجل إليه ان له فيه نصيبا وهو الطحال. لأنه مجمع الدم وحرم الخصيتان لأنهما موضع النكاح ومجرى النطفة فأعطاه الله الطحال والأنثيين وهما الخصيتان: قال فقلت فكيف حرم النخاع؟ قال لأنه موضع الماء الدافق من كل ذكر وأنثى وهو المخ الطويل الذي يكون في فقار الظهر.
وفى (الكافي) عن الرضا (ع): لو علم الله شيئا أكرم من الضأن لفدى به إسماعيل عليه السلام.
أقول: اختلف علماء الاسلام في تعيين الذبيح هل هو إسماعيل أو إسحاق عليهما السلام فذهبت الطائفة المحقة من أصحابنا وجماعة من العامة إلى أنه إسماعيل عليه السلام والأخبار الصحيحة دالة عليه (ع) دلالة غيرهما من الآيات ودلائل العقل. وذهب طائفة من الجمهور إلى أنه إسحاق عليه السلام. وبه اخبار واردة من الطرفين. وطريق تأويلها اما تحمل على التقية، واما حملها على ما قاله الصدوق طاب ثراه من أن إسحاق (ع) صار ذبيحا بالنية والتمني.
(وروى) شيخنا امين الاسلام الطبرسي رحمه الله. ان إبراهيم عليه السلام لما خلا بابنه إسماعيل اخبره بما قد ذكر الله عنه في المنام فقال يا أبت اشدد رباطي حتى لا اضطرب واكفف عني ثيابك حتى لا ينتضح من دمي شئ فتراه أمي واشحذ شفرتك وأسرع من السكين على حلقي ليكون أهون علي، فان الموت شديد فقال له إبراهيم نعم العون أنت على امر الله.