وربما رفع جماعة من الاعلام هذا الاشكال بوجه آخر، وهو ان إسماعيل أب للنبي وأهل بيته والأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم، فلو ذبح إسماعيل عليه السلام فقد بذبحه جميع أهل هذه الشجرة المباركة، ولا ريب ان مجموع هذه السلسلة العليا أفضل وأشرف من الحسين عليه السلام وحده، وما في الحديث هو الأولى.
(وفي تفسير علي بن إبراهيم) في حديث طويل عن الصادق عليه السلام وفيه: انه لما أسلم إسماعيل امره إلى الله في حكاية الذبح وأراد إبراهيم (ع) ذبحه اقبل شيخ وقال: يا إبراهيم ما تريد من الغلام؟ قال: أريد ان اذبحه، فقال:
سبحان الله تذبح غلاما لم يعص الله طرفة عين؟ فقال إبراهيم: ان الله امرني بذلك.
فقال ربك ينهاك عن ذلك، وانما امرك بهذا الشيطان فقال له إبراهيم: ويلك ان الذي بلغني هذا المبلغ هو الذي امرني به، ثم قال: يا إبراهيم انك امام يقتدى بك وانك ان ذبحته ذبح الناس أولادهم. فلم يكلمه. واقبل على الغلام فاستشاره في الذبح فلما أسلما جميعا لأمر الله. قال الغلام: يا أبتاه خمر وجهي وشد وثاقي فقال إبراهيم عليه السلام: يا بني الوثاق مع الذبح، لا والله لا أجمعها عليك.
فأضجعه واخذ المدية فوضعها على حلقه ورفع رأسه إلى السماء. ثم جر عليه المدية. وقلب جبرئيل المدية على قفاها. واجتر الكبش واثار الغلام من تحته ووضع الكبش مكان الغلام. ونودي من ميسرة مسجد الخيف: ان يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا.
(وفيه) عن أبي عبد الله (ع) قال: سأل ملك الروم الحسن بن علي عليهما السلام عن سبعة أشياء خلقها الله لا تركضن في رحم؟ فقال عليه السلام أول هذا آدم ثم كبش إبراهيم ثم ناقة الله ثم إبليس الملعون ثم الحية ثم الغراب التي ذكرها الله في القرآن.
وفى (عيون الاخبار) قال سال الشامي أمير المؤمنين عليه السلام عن ستة لم يركضوا في رحم فقال: آدم وحواء وكبش إبراهيم وعصا موسى وناقة صالح والخفاش الذي عمله عيسى عليه السلام فطار بإذن الله عز وجل.