(وباركنا عليه وعلى إسحاق) أي وجعلناه فيما أعطيناهما من الخير والبركة، والمراد كثرة ولدهما وبقائهم قرنا بعد قرن إلى أن تقوم الساعة. (ومن ذريتهما) أي من أولاد إبراهيم وإسحاق (محسن) بالايمان والطاعة، (وظالم لنفسه) بالكفر والمعاصي.
(عيون أخبار الرضا) باسناده إلى الرضا عليه السلام وقد سئل عن معنى قول النبي صلى الله عليه وآله: انا ابن الذبيحين. قال يعني إسماعيل بن إبراهيم وعبد الله بن عبد المطلب، اما إسماعيل فهو الغلام الذي قال الله فيه: (اني أرى في المنام اني أذبحك) فلما عزم على ذبحه، فداه الله بكبش أملح يأكل في سواد وينظر في سواد ويبول في سواد ويبعر في سواد وكان يرتع قبل ذلك في رياض الجنة أربعين عاما، وما خرج من أنثى. فكلما يذبح بمنى فهو فدية لإسماعيل إلى يوم القيامة. ثم ذكر قصه عبد الله. ثم قال الصدوق (ره) وقد اختلفت الروايات في الذبح.
فمنها ما ورد بأنه إسماعيل. ومنها ما ورد بأنه إسحاق. ولا سبيل إلى رد الاخبار متى صح طرقها وكان الذبيح إسماعيل. لكن إسحاق لما ولد بعد ذلك تمنى انه هو الذي امر أبوه بذبحه، فكان يصبر لأمر الله ويسلم له كصبر أخيه وتسليمه فينال بذلك درجته في الثواب، فعلم الله عز وجل من قلبه فسماه بين ملائكته ذبيحا لتمنيه ذلك.
ثم روي في ذلك حديثا عن الصادق عليه السلام وقال: قول النبي صلى الله عليه وآله انا ابن الذبيحين. ويؤيد ذلك لان العم قد سماه الله أبا في قوله تعالى (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق) وكان إسماعيل عم يعقوب فسماه الله أبا.
(وقول) النبي صلى الله عليه وآله: العم والد. فعلى هذا الأصل أيضا يطرد قول النبي صلى الله عليه وآله: انا ابن الذبيحين، أحدهما ذبيح بالحقيقة، والاخر ذبيح بالمجاز واستحقاق الثواب على النية والتمني، فالنبي صلى الله عليه وآله هو