رسلنا إبراهيم بالبشرى، قالوا سلاما قال سلام) فما لبث ان جاء بعجل حنيذ مشوي فلما رأى أيديهم لا تصل إليه ولا يأكلون منه، خاف منهم، فقالت لهم سارة:
مالكم تمتنعون من طعام خليل الله؟ فقالوا: لا تخف انا أرسلنا إلى قوم لوط، ففزعت سارة وضحكت - أي حاضت - وقد كان ارتفع حيضها، فبشروها بإسحاق ومن ورائه يعقوب. فوضعت يدها على وجهها فقالت يا ويلتى أألد وانا عجوز وهذا بعلي شيخا. فقال لها جبرئيل عليه السلام أتعجبين من امر الله؟ فلما ذهب عن إبراهيم الروع اقبل يجادل الملائكة في قوم لوط فقال إبراهيم لجبرئيل عليه السلام: بماذا أرسلت؟ قال بهلاك قوم لوط، قال إن فيها لوطا قال: جبرئيل عليه السلام (نحن اعلم بمن فيها لننجينه وأهله الا امرأته) قال إبراهيم: يا جبرئيل ان كان في المدينة مائة رجل من المؤمنين تهلكهم؟ قال: لا قال: فان كان فيهم خمسون؟ قال لا، فان كان فيهم عشرة؟ قال لا، قال وان كان فيهم واحد؟ قال لا، وهو قوله (فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين) فقال إبراهيم يا جبرئيل راجع ربك فيهم فأوحى الله إلى إبراهيم: يا إبراهيم اعرض عن هذا انه قد جاء امر ربك وانهم اتاهم عذاب غير مردود، فخرجوا من عند إبراهيم، فوقفوا على لوط وهو يسقى زرعه، فقال لهم لوط: من أنتم؟ قالوا: نحن أبناء السبيل أضفنا الليلة. فقال لهم: يا قوم ان أهل هذه القرية قوم سوء لعنهم الله وأهلكهم، ينكحون الرجال ويأخذون الأموال، فقالوا: قد أبطأنا فأضفنا، فجاء لوط إلى أهله وكانت منهم، فقال لها: انه قد اتانا أضياف في هذه الليلة فاكتمي عليهم حتى أعفو عنك جميع ما كان إلى هذا الوقت؟ فقالت افعل. وكانت العلامة بينها وبين قومها إذا كان عند لوط أضياف بالنهار تدخن فوق السطح وإذا كان بالليل توقد النار، فلما دخل جبرئيل والملائكة معه بيت لوط عليه السلام أوقدت امرأته نارا فوق السطح، فعلم أهل القرية واقبلوا إليه من كل ناحية يهرعون، فلما صاروا إلى باب البيت قالوا يا لوط أو لم ننهك عن العالمين؟ فقال لهم: هؤلاء بناتي هن أطهر لكم، قال يعني به - أزواجهم - وذلك أن النبي هو أبو أمته، فدعاهم إلى الحلال، ولم يكن يدعوهم