كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٨ - الصفحة ٤٣١
حتى قتل منهم جماعة وهدم ناحية من حصنهم بحجارة المجانيق. قال: عندها صاح القوم وطلبوا الأمان، فأمنهم ورفع عنهم السيف، ثم دعا ببطريق يقال له باطليش فأعطاه ألف دينار، وأمرهم أن يرموا حصنهم لما كانت المجانيق قد أثرت فيه. قال: ثم أقبل المأمون حتى نزل على المطمورة التي يقال لها معلويه (1)، فلما نزل عليها وهم بحربهم خرجوا إليه فطلبوا الأمان، فأعطاهم ذلك وكساهم وأحسن إليهم وردهم إلى حصنهم. قال: ثم دعا المأمون مولى له يقال له عجيف بن عنبسة فضم إليه جيشا ووجه به إلى عزالينوس صاحب حصن سنان (2). قال: فأقبل عجيف ومعه قائد من قواد المأمون يقال له جعفر بن دينار (3)، حتى نزلا على حصن سنان.
قال: ونظر عزالينوس إلى الخيل قد أحدقت بالحصن فخرج إلى عجيف بالأمان وأعلمه بأنه سامع مطيع. قال: فبعث عجيف إلى المأمون بذلك، فبعث المأمون يأمر عجيفا بالانصراف عنهم، فانصرف عجيف من حصن سنان.
قال: وجاء الشتاء فرحل المأمون عن بلاد الروم حتى صار إلى دمشق فنزلها.
قال: فأرسل توفيل بن ميخائيل ملك الروم رسلا فقدموا على المأمون وهو يومئذ بدمشق، فدفعوا إليه كتاب صاحبهم [توفيل بن] ميخائيل، فنظر المأمون فإذا عنوان الكتاب: من توفيل بن ميخائيل إلى عبد الله بن هارون. قال: فغضب المأمون ورمى الكتاب من يده، ثم أقبل على الرسول فقال: خبروني ما الذي حمل صاحبكم على أن يكتب إلي وبدأ باسمه قبل اسمي؟ قالوا: لا نعلم إنما نحن رسل وما علينا إلا البلاغ المبين، فقال المأمون: صدقتم وليس أكلفكم ما لا طاقة لكم به، لكن قد علمتم أني أسن منه بل بعض ولدي أسن منه؟ فقالوا: قد علمنا ذلك ولا شك فيه.
فقال المأمون: كان يجب عليه أننا لو كنا متساويين في الدين أن يقدمني على نفسه، والأخرى أني خليفة، وأبي الرشيد وجدي المهدي خليفة، وخال أبي أبو المنصور خليفة، وأنا ابن الخلائف، لا يدفعني عن ذلك دافع، وأخرى فيعلم أني قدمت من حرب محمد ابن زبيدة، وأخرى فقد علم صاحبكم أني نازل بمدينة دمشق وهي دار بني أمية وقصبة مملكتهم، فهم الذين غصبونا حقنا وبعد هذا عزالينوس صاحب حصن سنان مخالف لصاحبكم، فليس يقدر واحد منهما على ضرر ولا نفع مع كثرة

(1) كذا، ولم نعثر به.
(2) في ابن الأثير: سناذ.
(3) في الطبري وابن الأثير: جعفر الخياط.
(٤٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 426 427 428 429 430 431 432 433 434 435 436 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خلافة يزيد بن عبد الملك 217
2 ذكر فتنة يزيد بن المهلب وخروجه على يزيد بن عبد الملك 217
3 ذكر محاربة عدي بن أرطاة يزيد بن المهلب بالبصرة 218
4 ذكر فتنة يزيد بالبصرة 221
5 ثم رجعنا إلى فتوح خراسان وإرمينية وأذربيجان من فتوح الترك والخزر 232
6 ذكر دخول الجراح بن عبد الله الحكمي بلاد إرمينية وما كان منه في الخزر 234
7 ذكر محاربة الجراح بن عبد الله مع الخزر ومقتله رحمة الله عليه 241
8 ذكر أمر سعيد بن عمرو الحرشي وخروجه إلى الخزر 243
9 ذكر الرجل الرستاقي 245
10 ذكر ولاية مسلمة بن عبد الملك وعزل سعيد بن عمرو الحرشي عن البلاد 253
11 ذكر مسير مسلمة بن عبد الملك إلى جهاد الكفار ومحاربته لهم 254
12 ذكر حبس الكميت رحمة الله عليه 268
13 ذكر أخبار الكميت في أهل البيت رضي الله عنهم وهي أخبار حسان منتخبة 275
14 ذكر ولاية يوسف بن عمر الثقفي العراق وابتداء أمر زيد بن علي بن الحسين ومقتله 283
15 ابتداء خبر زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم 285
16 ثم نذكر خبر يحيى بن زيد بن علي بعد ذلك وهربه من يوسف بن عمر إلى جوزجان ومقتله بها رضي الله عنه 295
17 ذكر امارة الوليد بن يزيد بن عبد الملك 298
18 ذكر سبب الاختلاف وسبب إمارته 302
19 ذكر ابتداء أمر الشراة وخروجهم في ولاية مروان بن محمد بن مروان 307
20 ابتداء خبر خراسان مع نصر بن سيار وجديع بن علي الكرماني وأبي مسلم عبد الرحمن بن مسلم 309
21 وهذا ابتداء خبر أبي مسلم من أوله 315
22 ذكر البيعة وعقد الخلافة لولد العباس بن عبد المطلب السفاح 328
23 ذكر حديث مروان وما كان منه بعد بيعة بني العباس للناس 330
24 ذكر مسير مروان بن محمد إلى محاربة ولد العباس رضي الله عنهم 331
25 ذكر مسير عبد الله بن علي في طلب مروان بن محمد بن مروان 333
26 ذكر مقتل مروان بن محمد 334
27 ذكر كتاب عبد الله بن علي إلى أمير المؤمنين أبي العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس 336
28 ذكر أخبار سديف بن ميمون مولى السجاد علي بن الحسين بن [علي بن] أبي طالب رضي الله عنهم وأشعاره الملاح بين يدي أمير المؤمنين 341
29 ذكر مسير أبي جعفر المنصور إلى يزيد بن عمر بن هبيرة ومحاربته له 345
30 ذكر كتاب الأمان الذي كتبه أبو جعفر ليزيد بن عمر بن هبيرة 346
31 ذكر خبر السيد بن محمد الحميري 348
32 خبر عبد الله بن سعد السعدي 348
33 ذكر مسير أبي جعفر المنصور إلى بلاد خراسان إلى أبي مسلم 349
34 ثم رجعنا إلى أخبار إرمينية وأذربيجان 350
35 خلافة أبي جعفر المنصور 352
36 ذكر خروج عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس على أبي جعفر المنصور بالشام 353
37 ذكر خروج أبي مسلم إلى عبد الله بن علي ومحاربته له 354
38 ذكر مقتل عبد الله بن المقفع 356
39 ذكر أبي مسلم ومخالفته على المنصور وما كان من أمره 357
40 ذكر كتاب أبي مسلم إلى المنصور 359
41 جوابه 360
42 ذكر قدوم أبي مسلم من خراسان على المنصور ومقتله بين يديه 361
43 ذكر فتح أبي جعفر المنصور إرمينية وأذربيجان 363
44 ذكر تزويج يزيد بن أسيد بن زافر السلمي إلى ملك الخزر 364
45 ذكر انتقاض الخزر على المسلمين بعد موت خاتون 365
46 ذكر موشابذ البطريق ومحمد بن الحسن بن قحطبة 367
47 ذكر وفاة أبي جعفر 368
48 خلافة المهدي 370
49 خلافة موسى الهادي بن المهدي 371
50 خلافة هارون الرشيد 372
51 حكاية الامام الشافعي مع الرشيد 375
52 وأيضا خبر الشافعي رحمة الله عليه 379
53 ثم رجعنا إلى أخبار الرشيد بن المهدي رضي الله عنه 380
54 ذكر أبي مسلم الشاري وخروجه على الرشيد 381
55 ذكر ولاية سعيد بن سلم بلاد إرمينية وما نزل بالمسلمين منه في ولايته 382
56 ذكر أخبار الرشيد التي كانت منه في آخر عمره 384
57 وهذه أخبار حسان من أخبار الرشيد 386
58 وهذا خبر آخر حسن 389
59 خبر خالصة وحديثها للأحمر 389
60 وهذا خبر حسن 391
61 ثم رجعنا إلى الخبر الأول من أمر الرشيد وابنيه محمد وعبد الله 392
62 ذكر خبر الأصمعي في قتل جعفر بن يحيى البرمكي 393
63 ذكر خبر رافع بن الليث بن نصر بن سيار وخروجه على الرشيد 396
64 ذكر وصية الرشيد عند موته 399
65 ذكر وفاة الرشيد ورؤياه قبل موته 400
66 خلافة محمد الأمين 402
67 ذكر خبر الشعراء الثلاثة وهم أبو نواس والرقاشي ومصعب مع محمد الأمين 404
68 ذكر المخالفة بينهما ومقتل الأمين 406
69 خلافة المأمون بن هارون الرشيد 417
70 ذكر خبر نصر بن شبث وخروجه على المأمون بن الرشيد 417
71 ذكر خروج طاهر بن الحسين على المأمون ووفاته 419
72 ذكر تزويج المأمون ببوران بنت الحسن بن سهل 423
73 ذكر خروج إبراهيم بن المهدي على المأمون 424
74 ذكر بلال الشاري وخروجه على المأمون 428
75 ذكر خروج المأمون إلى بلاد الروم 429
76 ذكر سيرة المأمون وما جمع فيه من مكارم الاخلاق 434
77 خلافة المعتصم بالله 436
78 ذكر تولية الأفشين ومحاربته بابك الخرمي، وتوليته إرمينية وأذربيجان 437