أبلغ إليك وخير القول أصدقه * وقد تبينت أن لا خير في الكذب هذي خراسان أرض قد رأيت بها * بيضا لو أفرخت قد حدثت بالعجب فراخ عامين إلا أنها كبرت * لما يطرن وقد سربلن بالزغب وإن يطرن ولم يحتل لهن بها * يلهبن بلدان حرب أيما (1) لهب قال: فلم يلتفت [يزيد بن عمر بن] (2) هبيرة إلى كتاب نصر بن سيار وجعل يقول: وما أصنع! وما أبالي بخراسان إذا سلمت لي العراق (3).
قال: فعندها طمعت بنو هاشم في الخلافة، فكتب الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم إلى عبد الله بن الحسن (بن الحسن) بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين هذه الأرجوزة:
دونك أمرا قد بدت أشراطه * وريشت من نبله أمراطه إن السبيل واضح صراطه * لم يبق إلا السيف واختراطه قال: وطمع آل أبي طالب خاصة في الخلافة. قال: حدثني أبو الحسن المدائني قال: حدثني أبو الحسن بن الفرات قال: سايرت عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وعبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس فقال داود بن علي لعبد الله بن الحسن بن الحسن: أبا محمد! لو أمرت ابنيك محمدا وإبراهيم أن يظهروا ويتحركوا في هذا الامر فقد انقضت دولة بني أمية إن شاء الله، ألا تسمع الاخبار وانتقاضها على نصر بن سيار! فقال عبد الله بن الحسن: إنه لم يأت الوقت الذي يظهر بعد، فقال عبد الله بن علي: أبا محمد إنكم لستم الذين تظهرون على بني أمية، بل نحن والله نظهر عليهم، وأنا الذي والله أقتلهم وأبيدهم وأنتزع الامر منهم عن قريب إن شاء الله ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وما ذلك على الله بعزيز، قال: فسكت عبد الله بن الحسن بن الحسن ولم يتكلم.