قد علمت ميالة الذوائب * واضحة اللبات والترائب اني غداة الروع والتغالب * أشجع من ذي لبد مواثب قطاع أقران مخوف الجانب قال أبو مخنف حدثني أبي وخالي عن حميد بن مسلم وعبد الله بن غزية قال أبو مخنف وحدثني يوسف بن يزيد عن عبد الله بن عوف قال لما قتل المسيب بن نجبة أخذ الراية عبد الله بن سعد بن نفيل ثم قال رحمه الله أخوى منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا وأقبل بمن كان معه من الأزد فحفوا برايته فوالله أنا لكذلك إذ جاءنا فرسان ثلاثة عبد الله بن الخضل الطائي وكثير بن عمرو المزني وسعر بن أبي سعر الحنفي كانوا خرجوا مع سعد بن حذيفة بن اليمان في سبعين ومأة من أهل المدائن فسرحهم يوم خرج في آثارنا على خيول مقلمة مقدحة فقال لهم اطووا المنازل حتى تحلقوا بإخواننا فتبشروهم بخروجنا إليهم لتشتد بذلك ظهورهم وتخبروهم بمجئ أهل البصرة أيضا كان المثنى بن مخربة العبدي أقبل في ثلاثمائة من أهل البصرة فجاء حتى نزل مدينة بهرسير بعد خروج سعد بن حذيفة من المدائن لخمس ليال وكان خروجه من البصرة قبل ذلك قد بلغ سعد بن حذيفة قبل أن يخرج من المدائن.
فلما انتهوا إلينا قالوا أبشروا فقد جاءكم أخوانكم من أهل المدائن وأهل البصرة فقال عبد الله بن سعد بن نفيل ذلك لو جاؤنا ونحن أحياء قال فنظروا إلينا فلما رأوا مصارع إخوانهم وما بنا من الجراح بكى القوم وقالوا وقد بلغ منكم ما نرى انا لله وانا إليه راجعون قال فنظروا والله إلى ما ساء