فقد صدقتم وصبرتم وكذبنا وفررنا قال فلما سرنا وأصبحنا إذا عبد الله بن غزية في نحو من عشرين قد أرادوا الرجوع إلى العدو والاستقتال فجاء رفاعة وعبد الله بن عوف بن الأحمر وجماعة الناس فقالوا لهم ننشدكم الله ان تزيدونا فلولا ونقصانا لا نزال بخير ما كان فينا مثلكم من ذوي النيات فلم يزالوا بهم كذلك يناشدونهم حتى ردوهم غير رجل من مزينة يقال له عبيدة بن سفيان رحل مع الناس حتى إذا غفل عنه انصرف حتى لقى أهل الشام فشد بسيفه يضاربهم حتى قتل.
(قال أبو مخنف) فحدثني الحصين بن يزيد الأزدي عن حميد بن مسلم الأزدي قال كان ذلك المزني صديقا لي فلما ذهب لينصرف ناشدته الله فقال اما انك لم تكن لتسألني شيئا من الدنيا الا رأيت لك من الحق على إيتاء كه وهذا الذي تسألني أريد الله به قال ففارقني حتى لقى القوم فقتل قال فوالله ما كان شئ بأحب إلى من أن ألقى انسانا يحدثني عنه كيف صنع حين لقى القوم قال فلقيت عبد الملك ابن جزء بن الحدر جان الأزدي بمكة فجرى حديث بيننا جرى ذكر ذلك اليوم فقال أعجب ما رأيت يوم عين الوردة بعد هلاك القوم ان رجلا اقبل حتى شد علي بسيفه فخرجنا نحوه قال فانتهى إليه وقد عقربه وهو يقول:
انى من الله إلى الله أفر * رضوانك اللهم أبدى واسر قال فقلنا له من أنت قال من بني آدم قال فقلنا ممن قال لا أحب ان أعرفكم ولا ان تعرفوني يا مخربي البيت الحرام قال فنزل إليه سليمان بن عمرو بن محصن الأزدي من بني الخيار قال وهو يومئذ من أشد الناس قال فكلاهما أثخن صاحبه قال وشد الناس عليه من كل جانب فقتلوه قال فوالله