كتيبة قد أقبلت إليه فقال لي: رد عني هذه الكتيبة يا علي. فحملت عليها أضربها بسيفي يمينا وشمالا حتى ولوا الأدبار. فقال لي: يا علي، أما تسمع مديحك في السماء؟ إن ملكا يقال له رضوان ينادي: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي!
فبكيت سرورا وحمدت الله - سبحانه وتعالى - على نعمته (1).
ثم روى بسنده عن الصادق (عليه السلام) قال: لما انهزم الناس عن النبي (صلى الله عليه وآله) في يوم أحد وثبت أمير المؤمنين (عليه السلام) قال له النبي: مالك لا تذهب مع القوم؟ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أذهب وأدعك يا رسول الله؟! والله لا برحت حتى اقتل أو ينجز الله لك ما وعدك من النصر!
فقال له النبي: أبشر يا علي، فإن الله منجز وعده، ولن ينالوا منا مثلها أبدا.
ثم نظر إلى كتيبة قد أقبلت إليه، فقال له: إحمل على هذه يا علي. فحمل أمير المؤمنين (عليه السلام) عليها فقتل منها هشام بن أمية المخزومي وانهزم القوم.
ثم أقبلت كتيبة أخرى فقال له النبي: إحمل على هذه. فحمل عليها فقتل منها عمرو بن عبد الله الجمحي وانهزمت أيضا.
ثم أقبلت كتيبة أخرى فقال له النبي: إحمل على هذه، فحمل عليها فقتل منها بشر بن مالك العامري وانهزمت الكتيبة (2).
وأقبل أمية بن أبي حذيفة (المخزومي) وهو يقول: يوم بيوم بدر، فعرض له رجل من المسلمين فقتله أمية. فصمد له علي بن أبي طالب فضربه بالسيف على هامته فنشب في بيضة مغفره، وضرب أمية بسيفه فاتقاها أمير المؤمنين (عليه السلام) بدرقته فنشب فيها، ونزع علي (عليه السلام) سيفه من مغفر أمية، وخلص أمية سيفه من