موسوعة التاريخ الإسلامي - محمد هادي اليوسفي - ج ٢ - الصفحة ٢٨٢
وانحط خالد بن الوليد على عبد الله بن جبير وقد فر أصحابه وبقي في نفر قليل، فقتلوهم على باب الشعب، واستعقبوا المسلمين فوضعوا فيهم السيف (1).
(١) تفسير القمي ١: ١١٣ وروى المفيد في الارشاد 1: 81: بسنده عن عبد الله بن مسعود قال: فانهزم القوم، واكب المسلمون على الغنائم. ولما رأى أصحاب الشعب الناس يغنمون قالوا: يذهب هؤلاء بالغنائم ونبقى نحن؟! فقالوا لعبد الله الذي كان رئيسا عليهم: نريد أن نغنم كما غنم الناس، فقال: إن رسول الله أمرني أن لا أبرح من موضعي هذا! فقالوا له: انه أمرك بهذا وهو لا يدري أن الأمر يبلغ إلى ما ترى! ومالوا إلى الغنائم وتركوه، ولم يبرح هو من موضعه، فحمل عليه خالد بن الوليد فقتله، ثم جاء من ظهر رسول الله يريده.
وقال الطبرسي في إعلام الورى 1: 177: وكانت الهزيمة على المشركين وحسهم المسلمون بالسيوف حسا. فقال أصحاب عبد الله بن جبير: الغنيمة! ظهر أصحابكم فماذا تنتظرون؟! فقال عبد الله: أنسيتم قول رسول الله؟! أما أنا فلا أبرح موقفي الذي عهد إلي فيه رسول الله ما عهد. فتركوا أمره وعصوه بعد ما رأوا ما يحبون من الغنائم وأقبلوا عليها.
فخرج كمين المشركين عليهم خالد بن الوليد فانتهى إلى عبد الله بن جبير فقتله، ثم أتى الناس من أدبارهم، فوضع السلاح فيهم فانهزموا: 81 (وقال الواقدي 1: 302 قتله عكرمة).
وروى ابن إسحاق عن يحيى بن عباد، عن أبيه عباد بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن الزبير، عن أبيه الزبير بن العوام قال: والله لقد رأيتني انظر إلى خدم هند بنت عتبة وصواحبها مشمرات هوارب ما دون أخذهن قليل ولا كثير، وإذا بالرماة مالوا إلى العسكر (للغنيمة) وخلوا ظهورنا للخيل فأتينا من خلفنا - ابن هشام 3: 82 ولا يذكر من أتاهم من خلفهم؟! بل لا يذكر خالد بن الوليد في أحد الا أنه كان على ميمنة خيل قريش 3: 70.
اللهم الا أن يكون من حذف ابن هشام لقوله في مقدمته بأنه يحذف ما يشنع ويسوء بعض الناس ذكره 1: 4.