موسوعة التاريخ الإسلامي - محمد هادي اليوسفي - ج ٢ - الصفحة ٢٧٣
لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم) * (1) فأذن له رسول الله.
فدخل حنظلة بأهله ووقع عليها فأصبح وهو جنب، فلما أراد حنظلة أن يخرج من عندها ليحضر القتال بعثت امرأته إلى أربعة نفر من الأنصار فأشهدت عليه: أنه قد واقعها.
فقيل لها: لم فعلت ذلك؟
قالت: رأيت في هذه الليلة في نومي كأن السماء قد انفرجت فوقع فيها حنظلة ثم انضمت، فعلمت أنها الشهادة، فكرهت أن لا اشهد عليه.
وخرج وهو جنب فحضر القتال (2).
هذا شأن حنظلة بن أبي عامر وأبيه الراهب المتنصر الفاسق.
وهناك من الملتحقين بالمسلمين بأحد يهودي من أحبارهم بالمدينة يدعى مخيريق من بني ثعلبة، قال ابن إسحاق: قال (لأصحابه): يا معشر يهود، والله لقد علمتم أن نصر محمد لحق عليكم! ثم أخذ عدته وسيفه فقال: إن أصبت فمالي لمحمد يصنع فيه ما شاء. ثم غدا (صباحا) إلى النبي - صلى الله عليه [وآله] وسلم - فأسلم وكان معه حتى قتل، فقال رسول الله فيه: مخيريق خير يهود (3) فكانت صدقات النبي منها (4).

(١) النور: ٦٢ وقال القمي: وهذه الآية في سورة النور، وأخبار أحد في سورة آل عمران، فهذا دليل على أن التأليف على خلاف ما أنزله الله.
(٢) تفسير القمي ١: ١١٨ وكرر مختصر الخبر في تفسير الآية من سورة النور ٢: ١١٠ ونقل الخبر الواقدي في مغازي الواقدي ١: ٢٧٣ من دون الآية. ومن المظنون - وليس من سوء الظن - أن ابن أبي أبى الا الزفاف في تلك الليلة ليعوق حنظلة عن القتال، فلم يفلح.
(٣) ابن هشام ٣: ٩٤.
(٤) ابن إسحاق في السيرة ٢: ١٦٤، ١٦٥ ٣: ٩٤ وأمواله الحوائط السبع وهي: الأعواف وبرقة وحسنى والدلال والصافية والميثب والمشربة التي أسكنها فيما بعد زوجته مارية القبطية أمه ابنه إبراهيم فسميت المشربة بها: مشربة أم إبراهيم. وأوقفهن النبي سنة سبع (أو تسع) للهجرة على ابنته الزهراء (عليها السلام)، فأوصت بها الزهراء لعلي ثم للحسن ثم للحسين (عليهم السلام) ثم للأكبر من ولدها، وأشهدت عليها المقداد بن الأسود والزبير بن العوام، كما عن الباقر (عليه السلام) في الكافي ٧: ٤٨ و ٤٩ ح ٥ و ٦، والفقيه ٤: ٢٤٤ ح 5579، ودلائل الإمامة:
42، وتأريخ وقف النبي لهن في وفاء الوفا للسمهودي 2: 152، 153 وانظر وفاة الصديقة للمقرم: 104.
(٢٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»
الفهرست