رسول الله صلى الله عليه وسلم. فدعوه ليصلي فيهم ففعل وأتاهم فصلى فيه فحسدتهم إخوتهم بنو عوف فقالوا: لنبني مسجدا وندعوا النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي فيه كما يصلي في مسجد إخوتنا ولعل أبا عامر يصلي فيه وكان بالشام فابتنوا مسجدا، وأرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي فيه فقام ليأتيهم. فأنزل الله تبارك وتعالى القرآن:
﴿والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين * أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين * لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم﴾ (١) حدثنا موسى بن إسماعيل قال: أنبأنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه قال: كان موضع مسجد قباء لامرأة يقال لها لبة. كانت تربط حمارا لها فيه فابتنى سعد بن خيثمة مسجدا فقال أهل مسجد الضرار: نحن نصلي في مربط حمار لبة؟ لا لعمرو الله لكنا نبني مسجد الضرار نحن نصلي فيه حتى يجئ أبو عامر فيؤمنا فيه وكان أبو عامر فر من الله ورسوله ولحق بمكة ثم لحق بعد ذلك بالشام فتنصر فمات بها فأنزل الله:
﴿والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون﴾ (2).