سبحانه وتعالى لئلا يعطى رتبه الخالق فهكذا لا ينبغي أن تعطى غير النبي صلى الله عليه وسلم رتبته فيقال: فلان صلى الله عليه وسلم.
الخامس: أن الله تعالى قال: (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا).
فكما أمر الله تعالى أن لا يدعى باسمه كما يدعى غيره باسمه كذلك لا تجعل الصلاة على غيره في دعائه والأخبار عنه كما تجعل الصلاة عليه فإن فعل هذا مما لا يسوغ أصلا قالوا فإذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد من أمته انبغى له أن يصلى عليه لما جاء عنه في ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا ولا يجوز أن يترحم عليه لأنه لم يقل من ترحم علي ولا قال:
من دعا لي وإن كانت الصلاة هنا الرحمة فكأنه خص بهذا اللفظ تعظيما له.
قال تعالى (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا عليه تسليما) ولم يقل إن الله وملائكته يترحمون على النبي وإن كان المعنى واحد أن يخصه بذلك.
السادس أن النبي صلى الله عليه وسلم شرع لأمته في التشهد أن يسلموا على عباد الله الصالحين وأن يصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم فعلمنا من ذلك أن الصلاة عليه حقه الذي لا يشركه فيه أحد.
السابع أن الله تعالى ذكر الأمر بالصلاة عليه في معرض حقوقه وخواصه التي خصه بها من تحريم النكاح لأزواجه وجواز نكاحه لمن وهبت نفسها له وإيجاب اللعنة لمن آذاه ونحو ذلك من حقوقه وأكدها بالصلاة عليه والتسليم فدل على أن ذلك حق خاصة وآله تبع له فيه.
الثامن أن الله شرع للمسلمين أن يدعوا بعضهم لبعض ويستغفر بعضهم لبعض ويترحم عليه في حياته وبعد موته فالدعاء حق للمسلمين والصلاة حق لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهما حقان لا يقوم أحدهما مقام الآخر ألا ترى أن صلاة الجنازة إنما يدعى فيها للميت ويترحم عليه ويستغفر له ولا يصلى