واحتج من ذهب إلى هذا بما رواه إسماعيل بن إسحاق في كتابه فقال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا عمرو بن هارون عن موسى بن عبيد وعن محمد بن ثابت عن أبي هريرة رضي الله تبارك وتعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
صلوا على أنبياء الله ورسله فإن الله بعثهم كما بعثني ورواه الطبراني عن الديري عن عبد الرزاق عن الثوري عن موسى بن عبيد قال: حدثنا عمرو بن عطاء عن ابن عباس رضي الله تبارك وتعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صليتم علي فصلوا على أنبياء الله فإن الله بعثهم كما بعثني.
وقيل: عن أنس بن طلحة وموسى بن عبيدة. وقال سفيان يكره أن يصلى على غير النبي. وقال الحافظ أبو موسى المديني: وبلغني بإسناد من بعض السلف أنه رأى آدم عليه السلام في المنام كأنه يشكو قلة صلاة بنيه عليه.
وفي كتاب (النهاية) لابن الأثير فأما قولنا اللهم صل على محمد فمعناه عظمه في الدنيا بإعلاء ذكره في إظهار دعوته وإبقاء شريعته وفي الآخرة بتشفيعه في أمته وتضعيف أجره ومثوبته.
وقيل: المعنى لما أمر الله بالصلاة عليه ولم نبلغ قدر الواجب من ذلك أحلناه على الله وقلنا اللهم صل أنت على محمد لأنك أنت أعلم بما يليق به وهذا الدعاء قد اختلف فيه هل يجوز إطلاقه على غير الرسول صلى الله عليه وسلم أم لا؟ والصحيح أنه خاص له فلا يقال لغيره.
وقال الخطابي: الصلاة التي بمعنى التعظيم والتكريم لا تقال لغيره والتي بمعنى الدعاء والتبريك تقال لغيره ومنه الحديث اللهم صل على آل أبي أوفى أي ترحم وبرك وقيل فيه: إن هذا خاص له ولكنه آثر به غيره وأما سواه فلا يجوز له أن يخص به أحد.
وقال: الأصمعي: سمعت المهدي على منبر البصرة يقول: إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى بملائكته فقال: (إن الله وملائكته يصلون