عن عائشة رضي الله تبارك وتعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: فتحت البلاد بالسيف حديث: وفتحت المدينة بالقران وقد أسقطوه لهذا ولغيره وقال ابن عدي: وأنكر ما روى حدي هشام بن عروة حديث: فتحت القرى بالسيف وقال ابن حزم: وهذا أيضا من رواية محمد بن الحسن بن زبالة المذكور بوضع الحديث وهذا من وضعه بلا شك لأنه رواه عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا إسناد تفرد به ابن زبالة دون سائر من روى عن مالك من الثقات ثم لو صح ما كانت فيه حجة في فضلها لأن البحرين وأكثر مدائن اليمن وصنعاء والجند لم تفتح بالسيف إلا بالقرآن فقط وليس ذلك بموجب فضلها على مكة عند كل أحد من المسلمين ومنها حديث ابن زبالة عن مالك عن يحيى بن سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما على الأرض بقعة أحب إلى الله تعالى من أن يكون قبري فيها منها هكذا رواه مرسلا ولو صح لما كان فيه حجة في فضلها على مكة لأن النبي صلى الله عليه وسلم كره للمهاجرين وهو عندهم أن يرجعوا إلى مكة ليحشروا غرباء مطرودين عن وطنهم في الله تعالى حتى أنه صلى الله عليه وسلم رثى لسعد ابن خولة أن مات بمكة ولم يجعل للمهاجر معه تمام نسكه أن يبقى بمكة إلا ثلاث ليال فقط فإذا خرجت مكة بهذه العلة على أن يدفن فيها النبي صلى الله عليه وسلم فالمدينة أفضل البقاع بعدها بلا شك وقد.
خرج البزار من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين حدثنا محمد بن قيس عن أبي برده بن أبي موسى الأشعري عن أبي موسى قال: مرض سعد بمكة فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقال له: يا رسول الله أليس نكره أن يموت الرجل في الأرض التي هاجر منها قال: بلى وذكر باقي الحديث هذا نص ما قلنا ومنها حديث محمد بن زبالة عن محمد بن إسماعيل عن سليمان بن بريدة وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: في حين خروجه من مكة الله إنك أخرجتني من أحب البقاع إلي فأسكني أحب البقاع إليك هكذا ذكره مرسلا. قال ابن عبد البر: وقد ذكر حديث عبد الله ابن عدي بن الحمراء الذي تقدم هو حديث ثابت عند جماعة أهل العلم بالحديث ولم يأن عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجه صحيح شئ يعارضه إلا ما رواه