لمكة ومثله معه إنما هو مما في الثمرات وأن الثمار بالمدينة الآن أكثر مما بمكة وليس هذا من باب الفضل في شئ.
ومنها قوله: صلى الله عليه وسلم المدينة كالكير تنفي خبثها وتنصع طيبها وإنما تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديث.
وهذا الحديث لا يقتضي أفضليته على مكة وليس هو على عمومه فقد قال تعالى (ومن أهل المدينة مردوا على النفاق). وقال تعالى (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار) فصح أنهم أخبث الخلق وقد كانوا بالمدينة وخرجوا منها وطلحة والزبير وأبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل وعبد الله بن مسعود في عدة أخر وهم أطيب الخلق فصح بيقين أنه صلى الله عليه وسلم لم يعن بأن المدينة تنفي الخبث إلا في خاص من الناس وفي خاص من الزمان عاما.
وقد نص على هذا صلى الله عليه وسلم كما رجحه مسلم من طريق عبد العزيز الدراوردي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
في حديث: ألا إن المدينة كالكير يخرج الخبث لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الحديد.
وخرج النسائي حديث الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس بلد إلا سيطؤه الدجال إلا المدينة ومكة على كل نقب من أنقاب المدينة صافين يحرسونها فينزل فترجف المدينة ثلاث رجفات يخرج الله منها كل منافق وكافر وهذا نص فيما قلنا و ليس في جميع ذلك أنها أفضل من مكة إلا ما يقام عليه بدليل.
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم يفتح اليمن فيأتي قوم يسبون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون.
وذكر مثل هذا سواء في فتح الشام أو العراق وقوله صلى الله عليه وسلم يأتي على الناس زمان يأتي الرجل ابن عمه هلم إلى الرخاء هلم إلى الرخاء والمدينة خير