خرج مالك في (الموطأ) عن زيد بن رياح وعبد الله بن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: صلاة في مسجدي خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد حرام.
قال ابن عبد البر: وقد روى عن أبي هريرة من طرق ثابتة صحاح متواترة.
وقال أبو محمد بن حزم: فروى القدح بفضل مكة على المدينة كما أوردوا عن النبي صلى الله عليه وسلم جابر وأبو هريرة وابن عمرو بن الوبير وعبد الله بن عدي خمسة من الصحابة منهم ثلاثة مدنيون بأسانيد في غاية الصحة ورواها عن هؤلاء أبو صالح السمان ومحمد بن زيد بن عبد الله بن عمر وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وعطاء بن أبي رباح منهم ثلاثة مدنيون ورواه عن هؤلاء عاصم بن محمد والأعمش ومحمد بن عمرو بن علقمة والزهري وحبيب المعلم منهم ثلاثة مدنيون ورواه عن هؤلاء واقد بن محمد وأبو معاوية محمد بن حازم وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وعبد العزيز بن محمد الدراوردي بن خالد ويونس ابن يزيد منهم ثلاثة مدنيون ورواه عن هؤلاء من لا يحصى كثرة وقد ذكرنا أنه قول جميع الصحابة وقول عمر بن الخطاب مرويا عنه.
وروينا من طريق يحيى بن سعيد القطان عن سفيان الثوري عن أسلم المنقري قلت: لعطاء: آتي مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فأصلي فيه؟ قال: فقال عطاء:
طواف واحد أحب إلي من سفرك إلى المدينة وهو قول أبي حنيفة وسفيان وأحمد وداود والشافعي وغيرهم.
وقال ابن عبد البر: وذكر أبو يحيى الساجي قال: اختلف العلماء في تفضيل مكة على المدينة فقال الشافعي: مكة خير البقاع كلها وهو قول عطاء والمكيين والكوفيين.
وقال مالك: والمدنيون المدينة أفضل من مكة واختلف أهل البصرة والبغداديون في ذلك فطائفة تقول مكة أفضل وطائفة تقول: المدينة أفضل