رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ وقف بمكة على الحجون وقيل: على الحزورة فقال والله إني لأعلم إنك خير أرض الله وأحبها إلي الله ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت وهذا حديث صحيح.
رواه أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة وعبد الله بن عدي بن الحمراء جميعا عن النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يترك مثل هذا النص الثابت وبمال إلى أقوال لا تجامع مقاولة عليه؟
قال: وقد روي عن مالك ما يدل على أن مكة أفضل الأرض كلها ولكن المشهور عن أصحابه في مذهبه تفضيل المدينة ثم ذكر من طريق أحمد بن داود حدثنا سحنون حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثني مالك بن أنس أن آدم لما اهبط إلى الأرض بالهند أو بالسند قال يا رب هذه أحب الأرض إليك أن تعبد فيها قال: بل مكة فسار آدم حتى أتى مكة فوجد عندها ملائكة يطوفون بالبيت ويعبدون الله تعالى فقالوا مرحبا يا آدم يا أبا البشر إنا منتظروك هاهنا منذ ألفي سنة قال وكان مالك يقول من فضل المدينة على مكة إني لا أعلم فيها قبر نبي معروف غيرها وهذا والله أعلم وجهه عندي من قول مالك كأنه ما لا يشك فيه وما يقطع العذر خبره وإلا فإن الناس يزعم منهم الكثير أن قبر إبراهيم عليه السلام ببيت المقدس وأن قبر موسى عليه السلام هناك أيضا.
قال أبو عمر إنما يحج بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وبفضائل المدينة وما جاء فيها عنه صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه على من أنكر فضلها وجعلها كسائر بقاع الأرض لأن تلك الآثار أثبتت فضلها وأوضحت موضعها وكرامتها.
وأما من أقر بفضلها وعرف موضعها وأقر أنه ليس على وجه الأرض بعد مكة أفضل منه فقد أنزلها منزلها وخرج بها وعرف لها حقها واستعمل القول بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في مكة لأن فضائل البلدان لا تدرك بالقياس والاستنباط وإنما سبيلها التوقيف وكل يقول بما بلغه وصح عنده والآثار في فضل مكة عن السلف أكثر وفيها بيت الله الذي رضي من عباده على الحط لأوزارهم بقصده مرة في العمر وقوله صلى الله عليه وسلم صلاة في مسجدي أفضل من ألف