كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب إلى قباء يدخل على أم حرام بنت ملحان (1) فتطعمه وكانت تحت عبادة بن الصامت - قد خل يوما فأطعمته فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1) هي أم حرام بنت ملحان خاله أنس بن مالك.
تقدم نسبها مع أخيها حرام بن ملحان في الحاء المهملة من الرجال ويقال إنها الرميصاء بالراء أو بالغين المعجمة كذا أخرجه أبو نعيم ولا يصح بل الصحيح أن ذلك وصف أم سليم. ثبت ذلك في حديثين لأنس وجابر عند النسائي.
وقال أبو عمر في أم حرام: لا أقف لها على اسم صحيح وثبت ذلك في صحيح البخاري وغيره من طريق الموطأ لمالك عن إسحاق بن أبي طلحة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ذهب إلى قباء دخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه فدخل عليها فأطعمته وجلست تفلي رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك... الحديث في شهداء البحر وفي آخره قال: فركبت أم حرام البحر في زمن معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فماتت.
وفي بعض طرقه في البخاري عن أنس عن أم حرام بنت ملحان وكانت خالته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في بيتها ثم استيقظ وهو يضحك وقال: عرض على أناس من أمتي يركبون ظهر البحر الأخضر كالملوك على الأسرة. قالت: فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم ثم نام فاستيقظ وهو يضحكك فقال: يا رسول الله ما يضحكك؟ فقال:
عرض علي ناس من أمتي يركبون ظهر البحر الأخضر كالملوك على الأسرة. قلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم. قال: أنت من الأولين. قال: فتزوجها عبادة بن الصامت فأخرجها معه فلما جاز البحر قال ابن الأثير: وكانت تلك الغزوة غزوة قبرس فدفنت فيها وكان أمير ذلك الجيش معاوية بن أبي سفيان في خلافة عثمان ومعه أبو ذر الدرداء وغيرهما من الصحابة وذلك في سنة سبع وعشرين. قال أبو عمر: كان معاوية غزا تلك الغزوة بنفسه ومعه امرأته فاختة بنت قرظة من بني نوفل بن عبد مناف.
قلت هي كنود بنت قرظة فلعل فاختة كانت تلقب كنود وهي أختها. تزوج معاوية واحدة بعد أخرى وجزم بذلك بعض أهل الأخبار قال: وصالحهم معاوية تلك السنة ورجع وروى عن أم حرام أيضا زوجها عبادة بن الصمت وعمير بن الأسود وعطاء بن يسار ويعلى بن شداد بن أوس ترجمتها في: (الإصابة): 8 / 189 - 190 ترجمة رقم (11967) (الإستيعاب): 4 / 1931