والذي كلف أخفى ما في النفس مع إبداء الله تعالى ما به فإن كثيرا من المباحات الشرعية يستحي الإنسان من فعلها ويمتنع منها قوله تعالى:
(ما كان على النبي من حرج) فيه رفع الإثم لا نفي الحياء من الشئ.
ويمكن أن يقال لا تنافي بين ما ذكره الغزالي وبين ما ذكره الفقهاء لأن الفقهاء ذكروه في التخفيف لكون المرأة تحل له بتزويج الله تعالى بخلاف غيره فإنه يحتاج إلى خطبة ومهر وغير ذلك.
وأما الذي ذكره هو فهو غض البصر وحفظه عن لمحاته الاتفاقية وقد تقدم أنه لا دليل له عليه وإن ادعى أنه يستفاد من قوله تعالى: (والله أحق أن تخشاه) منع.
والحق في المسألة ما روي عن علي بن الحسين رضي الله تبارك وتعالى عنهما، إن الله تعالى كان أوحى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم أن زيدا سيطلق زينب و يتزوجها فلما استشاره زيد في طلاقها قال له: (أمسك عليك زوجك) فهذا هو الذي أخفاه (1).
وقال غيره وخشي قول الناس أن يتزوج زوجة ولده ومن تأمل أحاديث القصة تبين له هذا الذي قلته فإن قيل ما الجواب عما خرجه البخاري من حديث ابن عيينة سمع ابن المنكدر سمعت عروة بن الزبير عن عائشة وخرجه مسلم وأبو داود من حديث سفيان عن ابن المنكدر عن عروة عن عائشة وخرجه مسلم من حديث سفيان وهو ابن عيينة عن ابن المنكدر سمع عروة بن الزبير يقول حدثتني عائشة رضي الله تبارك وتعالى عنها أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ائذنوا له فلبئس ابن العشيرة أو بئس رجل العشيرة فلما دخل عليه ألان له القول!! قالت عائشة فقلت يا