والثاني: في معنى الحال كأنه شرط في الإحلال هبتها نفسها وفي الهبة إرادة استنكاح النبي صلى الله عليه وسلم كأنه قال: أحللناها لك إن وهبت نفسها وأنت تريد أن تستنكحها لأن إرادته صلى الله عليه وسلم هي قبول الهبة وبه تتم وإذا اجتمع شرطان فالثاني شرط في الأول متأخر في اللفظ متقدم في الوقوع ما لم تدل قرينة على الترتيب.
وقرأ أبو حياة: (وامرأة مؤمنة) بالرفع على الابتداء والخبر محذوف أي أحللناها لك.
وقرأ أبي والحسن وغيرهما: (أن) بفتح الهمزة وتقديره لأن وهبت وذلك حكم امرأة بعينها فهو فعل ماض وقراءة الكسر استقبال في كل امرأة كانت تهب نفسها دون واحدة بعينها.
وقرأ زيد بن علي: (إذ وهبت) بالذال وإذ ظرف فهو في امرأة بعينها أيضا.
وقرأ الجمهور: (خالصة) بالنصب وهو مصدر مؤكد يعني خلوصا ويجئ المصدر فاعل وفاعلة.
وقرئ (خالصة لك) بالرفع وقال: الظاهر أن قوله: (خالصة لك) من صفة الواهبة فقراءة النصب على الحال والرفع خبر مبتدأ محذوف أي هي خالصة لك أي هبة النساء أنفسهن مختص بك وأجمعوا على أن ذلك غير جائز لغيره.
وفي (الحاوي): للماوردي: واختلف في الواهبة فقيل: أنها أم شريك بنت جابر بن ضباب قاله عروة: وقيل: خولة بنت حكيم. قالت عائشة وقيل: غزية قاله ابن عباس وقيل: زينت بنت خزيمة أم المساكين. قاله الشعبي.
وزاد أبو حيان مع ابن عباس قتادة وقال: في الأولى هو قول علي بن الحسين والضحاك ومقاتل وزاد مع الشعبي عروة وزاد مع عائشة عروة أيضا.
فتلخص في الواهبات من الزوجات ثنتان: هما ميمونة وزينت ومن غير الزوجات: أم شريك. واختلف في اسم أم شريك فقيل: عامرية اسمها