إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ١٠ - الصفحة ٢١٧
ونبه بما قاله في غيبته على صفته ليحذر منها أمته أو ليعامل من هو بحاله مثل ما عامله به صلى الله عليه وسلم وهذا من قبيل الدفع بالتي هي أحسن.
وبهذا أيضا يجاب عن قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بصير مسعر حرب لو وجد أعوانا (1) ويجاب أيضا عما خرجه أبو داود في باب من ليست له غيبة من حديث الجريري عن أبي عبد الله الجشمي قال: حدثنا جندب قال: جاء أعرابي فأناخ راحلته ثم عقلها ثم دخل المسجد فصلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى راحلته فأطلقها ثم ركب ثم نادى اللهم ارحمني ومحمدا ولا تشرك في رحمتنا أحدا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتقولون هو أضل أم بعيره؟ ألم تسمعوا إلى ما قال؟ قالوا: بلى (2).
ويؤيده ما خرجه قاسم بن اصبغ من طريق بقية قال حدثنا الربيع ابن بدر عن أبان عن أنس رضي الله تبارك وتعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له (3) قول البخاري في بابا المداراة مع الناس ويذكر عن أبي الدرداء: إنا لنكشر في وجوه أقوام وإن قلوبنا لتلعنهم (4).

(1) راجع خبره في (إمتاع الأسماع) بتحقيقنا: 9 / 12.
(2) سنن أبي داود: 5 / 197، كتاب الأدب باب (42) من ليس له غيبة حديث رقم (4885) وأخرج الترمذي نحوا منه من حديث أبي هريرة وليس فيه الفصل الأخير في الوضوء حديث رقم (147) باب البول يصيب الأرض والنسائي في الطهارة حديث رقم (56) باب ترك التوقيت في الماء وفى السهو حديث رقم (1217) باب الكلام في الصلاة وابن ماجة في الطهارة حديث رقم (529) باب بول الصبي الذي لم يطعم ومسلم في الطهارة حديث رقم (284) والحاكم في (المستدرك): 4 / 248 وأحمد في (المسند): 4 / 312.
(3) (الأحاديث الضعيفة) للألباني: حديث رقم (585).
(4) سبق تخريجه.
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»
الفهرست