فبلغ ذلك البريدي فأخرج إليه جيشا كثيفا في ثلاثة آلاف مقاتل ومقدمهم غلامه محمد المعروف بالحمال فاقتتلوا بظاهر السوس وكان مع بجكم مائتان وسبعون رجلا من الأتراك فانهزم أصحاب البريدي وعادوا إليه فضرب البريدي محمد الحمال وقال انهزمت بثلاثة آلاف من ثلاثمائة فقال له أنت ظننت أنك تحارب ياقوتا المدبر قد جاءك خلاف ما عهدت فقام إليه وجعل يلكمه بيديه.
ثم جمع عسكره وأضاف إليهم من لم يشهد الوقعة فبلغوا ستة آلاف رجل وسيرهم مع الحمال أيضا فالتقوا عند نهر تستر فبادر بجكم فعبر النهر هو وأصحابه فلما رآه أصحاب البريدي انهزموا من غير حرب فلما رآهم أبو عبد الله البريدي ركب هو وأخوته ومن يلزمه في السفن فأخذ معه ما بقي عنده من المال وهو ثلاثمائة ألف دينار فغرقت السفينة بهم فأخرجهم الغواصون وقد كادوا يغرقون وأخرج بعض المال وأخرج باقي المال لبجكم ووصلوا إلى البصرة فأقاموا بالأبلة وأعدوا المراكب للهرب إن انهزم اقبال.
وسير أبو عبد الله البريدي غلامه إقبالا إلى مطارا وسير معه جمعا من فتيان البصرة فالتقوا بمطارا مع أصحاب ابن رائق فانهزمت الرائقية وأسر منهم جماعة فأطلقهم البريدي وكتب إلى ابن رائق يستعطفه وارسل إليه جماعة من أعيان أهل البصرة فلم يجبهم وطلبوا منه أن يحلف لأهل البصرة