إلى البريدي فقال له البريدي ليس العجب ممن أرسلك وإنما العجب منك كيف جئت بغير شيء فلو أن الجيش مماليك لما ساروا إلا بمال ترضيهم به ثم أخرجه ليلا وقال أنج بنفسك فسار إلى بغداد خائبا.
ثم إن ابن مقاتل شرع مع ابن رائق في عزل الحسين بن علي النوبختي وزيره وأشار عليه بالاعتضاد بالبريدي وأن يجعله وزيرا له عوض النوبختي وبذل له ثلاثين ألف دينار فلم يجبه إلى ذلك فلم يزل ابن مقاتل يسعى ويجتهد إلى أن أجابه إليه فكان من أعظم الأسباب في بلوغ ابن مقاتل غرضه أن النوبختي كان مريضا فلما تحدث ابن مقاتل مع ابن رائق في عزله امتنع من ذلك وقال له على حق كثير هو الذي يسعى لي حتى بلغت هذه الرتبة فلا أبتغي به بديلا.
فقال ابن مقاتل فان النوبختي مريض لا مطمع في عافيته.
قال له ابن رائق فإن الطبيب قد أعلمني أنه قد صلح وأكل الدراج فقال إن الطبيب يعلم منزلته منك وأنه وزير الدولة فلا يلقاك في أمره بما تكره ولكن أحضر ابن أخي النوبختي وصهره علي بن أحمد وأسأله عنه سرا فهو يخبرك بحاله.
فقال افعل.
وكان النوبختي قد استناب ابن أخيه عند ابن رائق ليقوم بخدمته في مرضه، ثم إن ابن مقاتل فارق ابن رائق على هذا واجتمع بعلي بن أحمد وقال له قد قررت لك مع الأمير ابن رائق الوزارة فإذا سألك عن عمك فأعلمه أنه على الموت ولا يجئ منه شيء لتتم لك الوزارة.
فلما اجتمع ابن رائق بعلي بن أحمد سأله عن عمه فغشي عليه ثم لطم