مضر فجعل مكانه وصيف البكتمري فلم يقدر على ضبط العمل فعزل وجعل مكانه جني الصفواني فضبطه أحسن ضبط.
وفي هذه السنة كانت بالبصرة فتنة عظيمة، وسببها أنه كان الحسن بن الخليل بن رمال متقلدا أعمال الحرب بالبصرة وأقام بها سنين وجرت بينه وبين العامة من مضر وربيعة فتن كثير وسكنت، ثم ثارت بينهم فتنة اتصلت فلم يمكنه الخروج من منزله برحبة بني نمير واجتمع الجند كلهم معه وكان لا يوجد أحد منهم في طريق إلا قتل حتى حوصرت وعروت القناة التي يجري فيها الماء إلى بني نمير فاضطر إلى الركوب إلى المسجد الجامع فقتل من العامة خلقا كثيرا.
فلما عجز عن إصلاحهم خرج هو ومعه الأعيان من أهل البصرة إلى واسط، فعزل عنها واستعمل أبو دلف هاشم بن محمد الخزاعي عليها فبقي نحو سنة وصرف عنها، ووليها سبك المفلحي نيابة عن شفيع المقتدري.
وفيها عقد لثمال الخادم على الغزاة في بحر الروم وسار.
وفيها غزا جني الصفواني بلاد الروم فغنم ونهب وسبى وعاد سالما.