في الآية (إماما) وجب (12) أن يكون المراد به إما الحال أو الاستقبال دون الماضي، والنبوة كانت حاصلة له قبل ذلك.
فبان (13) هذه الجملة انفصال إحدى المنزلتين من الأخرى وأن من قال:
إحداها يقتضي الأخرى على كل حال فبعيد من الصواب.
وهذه الجملة كافية في هذا الباب.
فإذا ثبت ذلك فقول النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي (14) لا يجب أن يكون باستثنائه النبوة استثناء (15) إمامته لأنا قد بينا أن الإمامة تنفصل عن النبوة فليس في استثناء (16) استثناء الإمامة.
على أنا لو سلمنا أن كل نبي إمام لم يلزم أن يكون كل إمام نبيا وإنما تكون الإمامة شرطا من شروط النبوة وليس إذا انتفت النبوة انتفت الإمامة كما أن من شرط النبوة العدالة وكمال العقل وليس إذا انتفت النبوة عن شخص وجب أن ينتفى منه العدالة وكمال العقل لأن العدالة وكمال العقل قد ثبت في من ليس بنبي. وكذلك لا خلاف من أن الإمامة قد ثبتت مع انتفاء النبوة فلا يجب بانتفاء النبوة انتفاء الإمامة.
وقد استوفينا الكلام في هذه المسألة في كتاب الإمامة (17) وفي المسائل الحلبية (18)، وبلغنا فيها الغاية، فمن أراد ذلك وقف عليه من هناك إنشاء الله تعالى.